تتميز منطقة الباحة بصورة عامة، بجمال طبيعي خلاب حيث تزخر بالكثير من معالم الجذب، وتمثل الأودية المنتشرة في المنطقة وجهات سياحية مهمة تسهم في تنشيط حركة السياحة الداخلية، وتوفر هذه الأودية ظلالًا ومواقع ترفيه وتخييم بين ربوعها الخضراء ومياهها الجارية، حيث تقوم كثير من الأسر بزيارة هذه الأودية لقضاء أوقات الفراغ، وذلك للاستمتاع بما أوجدته الطبيعة من مناظر خلابة تعيد للسائح نشاط الذهن وصفاء الروح، وسط الخضرة والتكوينات الصخرية ومن حولها المياه الجارية. ويعتبر وادي الخيطان الخصيب أحد المواقع الطبيعية الجذابة، ويقع أسفل عقبة الأبناء بمحافظة بلجرشي جنوبًا ويعتبر من الأودية المشهورة التي تجمع بين خضرة الأشجار وصلابة الصخور، وتبدأ روافد الوادي من أعالي جبال السروات والحجاز ويتجه في جريانه منحدرًا نحو الغرب باتجاه البحر الأحمر. بداية الرحلة بدأت رحلتنا مع طلوع الشمس باتجاه محافظة بلجرشي مرورًا بعقبة «الأبناء» ووصلنا إلى بداية الوادي حيث تغطي أشجار السدر مساحة شاسعة، ويمتاز الوادي بغزارة المياه وعذوبتها، وكثرة البساتين، ويقصد العديد من السياح المكان الذي تمتزج على أطرافه المياه العذبة المنحدرة من أعالي الجبال مع مياه البحر المالحة وذلك نتيجة قرب الوادي من البحر، كما يوجد كثير من البرك المائية والأشكال الصخرية التي نحتتها عوامل التعرية المختلفة، كما يمر الوادي بالعديد من القرى التي تزرع النخيل والموز. طرق عدة لوادي الخيطان عدة طرق، فهناك طريق من عقبة الأبناء التي تطل من محافظة بلجرشي، وآخر من عقبة الباحة باتجاه المخواة، إلى جانب طريق من العرضية الشمالية، ويحظى الخيطان بمكانة خاصة في نفوس رواد الباحة، فمعظم من يقضون إجازاتهم في ربوع المنطقة يحرصون على زيارته، خاصة أنه يرتدي طوال العام حلة بهية خضراء تزداد روعة عندما يهطل عليه المطر وتنساب عليه الجداول والشلالات، ويقول بعض زواره إنهم لا يزورون الباحة دون المرور عليه. وتقع على ضفاف الوادي اثير من القرى، وتمتد روافده من سفوح جبال السروات المحاذية لمحافظة بلجرشي ويتجه غربًا حتى البحر الأحمر بطول يقدر ب 120 كيلو مترًا. عشاق الوديان ويقول سعيد الزهراني أحد الزوار: وادي الخيطان أحد أكبر وأجمل أودية تهامة وتصب مياهه في البحر الأحمر وهو في المرتبة الثانية من حيث الحجم والطول بعد وادي دوقة، أما الزائر علي العمري فيؤكد أنهم يأتون إلى المكان للترويح عن أنفسهم، ويضيف أن عشق الوادي لم يعد قاصرًا على أهل المنطقة، مشيرًا إلى المخيمات المنتشرة في الوادي والتي أقامها عدد من الباحثين عن الهدوء والصفاء الذين قدموا من مختلف المناطق. أما محمد الغامدي فيعتبر أن الخيطان من أجمل أودية تهامة، فيما يشير خالد علي إلى أن المناطق الساحلية من المنطقة الجنوبية وخصوصًا في تهامة الباحة وما جاورها تزخر بالعديد من الأماكن السياحية، بينما يقول فهد الحسني: إن كثيرًا من الناس لا يعلمون عن هذا الوادي وطبيعته الساحرة. روايات تاريخية ويرى بعض المؤرخين أن وادي الخيطان هو موقع ديار بكر وتغلب، وأن فصولًا من حرب البسوس التي دامت 40 سنة بين قبيلتي بكر وتغلب، ويتداول الأهالي روايات شفاهية تفيد أن المعركة الأولى بين جساس والزير سالم دارت في الوادي، كما ورد في كتاب «العقد الفريد» ما نصه: «وكانت بنو جشم (قبيلة كليب) وبنو شيبان في دار واحدة بتهامة». كما ورد ذكر ذلك في بلوغ الأرب، بالإضافة إلى أن بعض الأبيات من شعر المهلهل تؤكد أن ديارهم كانت بتهامة. المزيد من الصور :