توالت الاستنكارات من بعض أفراد قبيلة جهينة ضد أمانة منطقة المدينةالمنورة عندما تعرض مسجد للهدم من قبل أمانة المدينة يقع جنوب جبل سلع وغرب مدرسة الناصرية الإبتدائية بالمدينة ظنا من المستنكرين أن هذا المسجد هو المسجد الذي اختطه رسول الله صلى الله عليه وسلم لجهينة . وذلك عندما عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابيا من بني الربعة من جهينة يقال له ( أبو مريم ) بين منزل بني قيس العطار وبين منزلهم الآخر الذي يلي دار الأنصار فصلى في المنزل . فقال نفر من جهينة لأبي مريم : ( لو لحقت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته أن يخط لنا مسجداً ؟ فقال : احملوني ، فحملوه فلحق النبي صلى الله عليه وسلم فقال : مالك يا أبا مريم ؟ فقال : يارسول الله لو خططت لنا مسجداً ، فقال فجاء إلى مسجد جهينة وفيه خيام لبلي فأخذ ضلعا أو محجنا فخط لهم به فالمنزل لبلي والخطة لجهينة فمع توالي الأيام والسنين اندثر المسجد ولم يعرف مكانه بالتحديد ولكن معروف الموقع وكذلك الناحية فالمكان يقع غربي جبل سليع إلى الجنوب قليلاً متصلا بجبل سلع وبينهما ثنية عثعث والثنية معروفة قبل ربع قرن تقريبا ويطلق على جبل سليع ( جبل جهينة ) وبعض المصادر تطلق عليه درب جهينة ، وجبل سليع فصله عن جبل سلع طريق الملك فيصل ( الدائري الأول ) ومن المؤكد حسب مصادر تاريخية موثوقة أن درب جهينة هي ما يسمى بالعصور المتأخرة باب الكومة وأقيم مسجد مع بداية باب الكومة من جهة الحرم ظنا أن هذا الموقع هو موقع مسجد جهينة يعرفه من هم بجيلي ومن بعدي قليلا وهو عبارة عن دورين الأرض محلات تجارية والدور الأول مسجد عامر حتى عام 1410ه وأما المسجد الذي يقع جنوب سلع والذي أثيرت حوله الاستنكارات فرجح بعض المهتمين بآثار المدينة من غير قبيلة جهينة بأنه هذا المسجد هو المسجد الذي اختطه صلى الله عليه وسلم لجهينة وهو غير صحيح على الإطلاق إلا أنه لا يستبعد أن من أقام هذا المسجد رجل من قبيلة جهينة في العصور المتأخرة وتوهم البعض على غير علم أن هذا هو المسجد الذي خطه رسول الله صلى الله عليه وسلم لجهينة ومن يشكك بهذه المعلومات فيمكنه الرجوع إلى كتاب تاريخ ابن شبة وكتاب المطري المتوفي عام 741 ه بعنوان ( التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة ) وكذلك كتاب المراغي المعنون ( تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة ) المتوفى عام 816 ه وكذلك كتاب السيد أحمد ياسين الخياري المتوفي عام 1380 ه وغير هذه المصادر ومن باب إسناد الفضل لصاحبه فقد استفدت كثيرا من البحث الذي قام به الدكتور تنيضب عوادة الفايدي مدير عام تعليم منطقة المدينة سابقا والباحث المتعمق بتاريخ المدينة وآثارها وكذلك آثار المملكة العربية السعودية وللحديث بقية .. والله المستعان . [email protected]