بيان العطب في خداع الواتس أب..!

كُلّ آلَة جَديدة؛ تَأتي ويَأتي مَعها كَمٌّ هَائِل مِن الرَّدَاءَات، والمُوبِقَات، والترّهَات والأضحُوكَات..!
وحتَّى لا نَذهب بَعيدًا عَن الأمثلَة، دَعونَا نَستعرض صَديقنا وضَيفنا الذي حَلّ بَيننا، ألَا وهو الأخ "وَاتس أب"، هَذا الأخ الذي مَازال حَائرًا بَين البَقَاء أو التَّرحيل؛ للخرُوج بِلَا عَودة..!
هَذا النَّاقِل المُثمر بَين النَّاس، وأعنِي بِه "الواتس أب"، بَدَأ يَستغلّه البَعض بطَريقة سَمِجَة، وتَتمثَّل السَّمَاجَة في عدّة أوجه، مِنها مَثلاً: أن يُرسل لَكَ أحدُهم مَواد دِينيّة مُحرَّفة، أو أحَاديث مُزوّرة، ثُمَّ يَطلب مِنك نَشرها قَائلاً: (أُنشر تُؤجر)..!
ومِن الحِيَل الرَّديئة؛ أنَّ البَعض يُرسل لَكَ شَائعَات، ويَكتب فَوقها عِبَارة: (كَمَا وَصلني)، ظَنًّا مِنه أنَّه بهَذه العِبَارة قَد أخرَج نَفسه مِن المَسؤوليّة، ومَا عَلِمَ أنَّ المَسؤوليّة رَاكبة فَوق رَأسه؛ لأنَّه يَجب أن يَتحقَّق قَبل أنْ يُرسل.. وقَد قَال العُلَمَاء: (كَفَى المَرء عَيبًا أن يُحدِّث النَّاس بكُلِّ مَا قَد سَمع)..!
ومِن عِبَارَات بَعض أهل "الوَاتس أب" المَمجوجَة؛ عِندَما يُرسل لَكَ أحدُهم خَبراً قَديمًا جِدًّا، ويَكتب فَوقه: "عَاجِل"، ولا أكذب عَليكم إذَا قُلت لَكُم؛ بأنَّ أحدهم أرسَل لِي قَبل أمس خَبَرًا يَقول: (عَاجِل: تَفويض الشَّعب المِصري لقوّاته المُسلَّحة لمُحارَبة الإرهَاب المُحْتَمَل).. وأَغْلَب مَن يَستخدمون كَلِمَة "عَاجِل" لا يَعرفون مَعْنَاهَا، بَل يَظنّونها وكَالة أنبَاء مِثل: "واس"..!
ومِن حِيَل "الوَاتسأبيين"؛ أنَّ بَعضهم يُرسل لَكَ مَادة تَافهة ثُمَّ يَقول: شَاهدوا هَذا المَقطع قَبل الحَذف، أو اسمَعوه قَبل الحَجب، وكَأنَّه في ذَلك يُحرّضك بأسلوب رَخيص..!
ومِن حِيَل مُستخدمي "الوَاتس أب"؛ أنَّ بَعضهم يُرسل لَكَ مَادة؛ ويَكتب فَوقها مَوضوع خَطير، ثُمَّ تَهرع -كَما يَهرع رِجَال الدِّفَاع المَدني- وتَفتح المَوضوع الخَطير، لِتَجد فِيه سيّارة قَديمة بِيعت بمائة ألف ريَال..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: يَا قَوم.. يَا مَن تُرسلون لِي عَبر "الوَاتس أب"، إنَّني لَستُ مِن جَمَاعة "أُنشر تُؤجر"، ومَفهومي لعَاجِل يَختلف عَن مَفهومكم، ولا تَخدعني عِبَارات: (قَبل الحَذف وقَبل الحَجب)، لذَلك اتركُوا التَّحايُل، فإذَا كُنتم رِيحًا، فإنَّ "العرفج" إعصَار..!!
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com