رغم ما حملته كلمة خادم الحرمين الشريفين، بمناسبة عيد الفطر المبارك، من الأسى والألم حول أحوال أمتنا العربية والإسلامية، إلا أنه وضع فيها الأسس التي يراها - حفظه الله - واجبة لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه لإصلاح الوضع العربي والعالمي. ويمكن تحديد هذه الأسس من خلال استقراء الخطاب الملكي فيما يلي: - الوقوف وقفة حازمة مع النفس أولاً لإصلاح شأن الأمة الذي يبدأ من إصلاح الذات والاتفاق على كلمة سواء، ركيزتها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .. - رفع راية التسامح والتعايش والحكمة والرشد، والدعوة إلى كلمة سواء تخرج بها البشرية من ظلمات جهلها وشحنائها وتناحرها إلى نور ربها الهادي إلى سواء الصراط .. - التصدي بكل عزم وحزم لدعاة الفتنة والضلال والانحراف الذين يسعون لتشويه سمعة الإسلام الذي احتوى القلوب وحضن البشرية - مواجهة الإرهاب عملاً وفكراً وذلك بتفعيل المركز الدولي لمكافحة الإرهاب الذي دعت المملكة إلى إقامته عام 1425ه / 2005م .. - عدم القبول بأي تخاذل أو تردد في دعم هذا المشروع العالمي في بعده الإنساني والأخلاقي أو في إدراك الأخطار المحدقة بعالمنا أضيق وأبعد. - أن يكون هدف المركز هو "خدمة الإنسانية جمعاء بعيداً عن أي تمييز لدين أو طائفة أو عرق أو لون فمظلته واسعة وتطلعاته رحبة تنشد الخير للإنسانية أجمع". - إدراك "أن خطر الإرهاب لن يتلاشى أو يزول في زمن محدد، لذلك فحربنا ضده ربما تطول وتتوسع، وقد يزداد شراسة وعنفاً كلما ضاق الخناق عليه, - إننا على ثقة تامة بالمولى جل وعلا بأنه ناصر الحق على الباطل لا محالة، ديناً ندين الله به فهو القائل جل جلاله }بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق {، ويقيننا بأنه سيندحر بعون الله كل مخادع خائن لدينه وأمته وإنسانيته"، - مناشدة كل الأمم للمشاركة بدعم المركز الدولي لمكافحة الإرهاب للقضاء على قوى الحقد والتطرف والإجرام، وهو واجب حتمي على كل من يرى في الإرهاب معول هدم يهدد أمننا وسلمنا العالمي، ومن يتخاذل في هذا الشأن فقد أحاط نفسه بدائرة الشكوك والتهم. - لن ننتصر على هذا الشر ما لم تتضافر الجهود وتصدق المواثيق والعهود، لتؤدي أمانتها التاريخية وتتحمل مسؤوليتها الكاملة تجاه كل ما يهدد الأمن والسلم للعالم أجمع .. وهكذا فإن هناك، في رأينا، أربعة أسس رئيسة تنطلق منها دعوة خادم الحرمين الشريفين لمواجهة التحديات المحيطة بمنطقتنا وأمتنا العربية والإسلامية والعالم من حولنا تقوم، في تقديرنا، على ما يلي: 1- الإصلاح في الداخل، أو إصلاح الذات كما يقول المليك، وإصلاح المحيط العربي وذلك بغرض مواجهة التحديات الراهنة على الساحة العربية والدولية. 2- التصدي بكل عزم وحزم لدعاة الفتنة والضلال والانحراف الذين يسعون لتشويه سمعة الإسلام. 3- ترسيخ مفهوم الحوار وسلوكياته في المجتمع ليصبح أسلوباً للحياة ومنهجاً للتعامل مع مختلف القضايا. والانطلاق بالحوار ليكون جسرنا مع الثقافات المختلفة، ورفع راية التسامح والتعايش والحكمة والرشد، والدعوة إلى كلمة سواء تخرج بها البشرية من ظلمات جهلها وشحنائها وتناحرها إلى نور ربها الهادي إلى سواء الصراط. 4- محاربة الإرهاب بكل أشكاله مهما طال المدى أو كلف من وقت وجهد ومال، وذلك للقضاء على قوى الحقد والتطرف والإجرام، والحفاظ على السلم والأمن العالمي. كل هذه قضايا رئيسة مطلوبة لتقدم بلادنا والحفاظ على أمن واستقرار منطقتنا العربية والإسلامية، وسنعمل على مناقشتها بين فترة وأخرى إن شاء الله. * نافذة صغيرة: [[لا يغيب على بال أن الفكر المنحرف (الذي أسس لشرخه العميق في خاصرة أمة الإسلام ) أشد على أمتنا خطراً وأعمق فتكاً من حراب عدوها المتربص علناً بها ..]] عبدالله بن عبدالعزيز [email protected]