حدثان كبيران وقعا لصحيفتين أمريكيتين في الأسبوعين الماضيين، جديران بمتابعة الطامحين في الاستثمار في الصحف. الحدث الأول هو بيع صحيفة "نيويورك تايمز" لصحيفة "بوسطُن جلوب" التي تصدر في مدينة بوسطُن بالشمال الشرقي للولايات المتحدة. والمدينة تعتبر أحد مراكز الإشعاع الثقافي والعلمي بأمريكا. وهي التي انطلقت منها شرارة الثورة الأمريكية التي انتهت بالاستقلال عن بريطانيا. وقد بيعت صحيفة "بوسطن جلوب" لمالك فريق "رد سوكس" للبيسبول، بسبعين مليون دولار بعد ملكية "نيويورك تايمز" لها لعشرين عاماً. وكانت قد اشترتها في عام (1993م) ببليون ومئة مليون دولار . يا للخسارة! أما الحدث الثاني فهو بيع صحيفة "واشنطون بوست" الشهيرة من ملاكها الأصليين لمالك موقع "أمازون" المعروف، بمبلغ خمسة وعشرين مليون دولار. وتصدر هذه الصحيفة في العاصمة الأمريكية.وهي ذات تأثير كبير على السياسيين بالعاصمة، سواء كانوا أمريكيين أوأجانب. ولعل القارئ يذكر أن هذه الصحيفة كانت سبباً في خروج أحد الرؤساء الأمريكيين من منصبه (نيكسون)، بعدما نشرت ما عُرف بفضيحة "ووتر جيت". ولو قارنا توزيع الصحف الأمريكية اليومي بتوزيع صحفنا لدهشنا بأعدادها الفلكية. والصحف الثلاث الأُوَل من بين (1476) صحيفة هي: صحيفة "وول ستريت جورنال" وتوزع (2,4) مليون نسخة، وتوزع "نيويورك تايمز" (1,9) مليون نسخة، وتوزع يو إس توداي (1,7) مليون نسخة، وتوزع "واشنطون بوست" السابعة (475) ألف نسخة، وتوزع "بوسطن جلوب" الثانية عشرة (463) ألف نسخة. لذا أشعر بالشفقة على الطامحين للإستثمار في الصحافة عندنا، أو الراغبين لأن تكون في مدنهم ومناطقهم صحفهم الخاصة، فأكبر صحفنا توزع حوالي (60) ألف نسخة فقط. هؤلاء كالمبحرين للصيد، وهم يشاهدون العائدين منه بسمك معدود. Twitter: @mamashat [email protected] [email protected]