يعود علينا العيد باستمرار ونحن نرفل بنعم الله وفضله ونسأله المزيد، وأن لايكلنا لأنفسنا، ونستشعر في العيد بعض الأمور والأحكام والآداب. فالعيد اسم لما يعود ويتكررمن الاجتماع بطريقة معتاد، وموسم معين،سواء خلال السنة الأسبوع أو الشهر أو نحو ذلك، والأعياد شعارات ومواسم توجد لدى كافة الأمم ، وذلك لأن إقامة الأعياد ترتبط بغريزة وجبلّة طُبع الناس عليها فكل المجتمعات الإنسانية تحب أن تكون لها مناسبات تحتفل بها يتجمّعون فيها ويُظهرون الفرح والسرور ، فيها أكثر من غيرها. وترجع بداية الأعياد عند المسلمين لما روي عن أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال: كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيراً منهما: يوم الفطر ، ويوم الأضحى (رواه أبو داود والنسائي ) وقيل إن العيد سُمي بهذا الاسم ؛ لأن لله تعالى فيه عوائد الإحسان وإظهار النعم على عباده في تلك الأعياد ، ومنها :الفطر بعد المنع عن الطعام ، وما يرتبط به من صدقة الفطر على الفقراء والمحتاجين، وكذلك الأكل من لحوم الأضاحي. والسنة في العيد اظهار الفرح والسرور والنشاط والحبور، واظهار النعم ولبس الزينة، والتسامح والتواصل.وليس في العيد تكليف بعبادة فيها مشقة على المسلم حيث يحرم صوم يوم العيد لحديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ يَوْمِ الْفِطْرِ وَيَوْمِ النَّحْرِ . « رواه مسلم والتكبير من السنن العظيمة في يوم العيد لقوله تعالى : ( ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ) . وهو عبادة عظيمة سهلة الأداء، من الآداب المستحبة في العيد الاغتسال قبل الخروج للصلاة، وهذا يساعد على الراحة النفسية والسرور، وينبغي للمسلم أن يلبس أجمل ما عنده من الثياب عند الخروج للعيد .تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم، روى جابر رضي الله عنه قال : كان للنبي صلى الله عليه وسلم جبة يلبسها للعيدين ويوم الجمعة . ويبدأ يوم العيد باجتماع المسلمين فيه للذكر والصلاة بملابسهم الجميلة وروائحهم الطيبة، وصفاء نفوسهم وطهارتها. والعيد من الشعائر والمناسبات الدينية التي تعم المجتمع وينبغي إحياؤه وإدراك مقاصده واستشعار معانيه.وإشعار أطفالنا وشبابنا ذكوراً وإناثاً، بذلك والتحبب إليهم في العيد وتحبيبه لهم باللباس الجميل والهدية وإظهار الفرح، والحديث لهم عن ما كان عليه أباؤنا في العيد، ومشاركتهم في الصلاة والإجتماع والزيارات وصلة الأرحام وتفقدهم, والمواساة والتعاون على البر والتقوى من كافة المجتمع. ومن آداب العيد اظهار الود والمحبة بين الناس والتهنئة الطيبة لهم أيا كان لفظها مثل قول بعضهم لبعض : تقبل الله منا ومنكم أو عيد مبارك وما أشبه ذلك من عبارات التهنئة المباحة، والتهنئة بالعيد معروفة عند الصحابة. ووردت عنهم بألفاظ مختلفة ولا ريب أن هذه التهنئة من مكارم الأخلاق، وهي من الأدب وحسن الخلق الذي حث عليه الإسلام ومن المظاهر الاجتماعية الحسنة بين المسلمين نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا ويغفر لنا جميعا، وأن يعبده علينا وعلى المسلمين بالأمن والأمان وعز الدين والوطن، وأن ينصر المسلمين ويرفع الظلم عن المظلومين، ويجعل كل أيامنا سعيدة . أ.د عبد العزيز إبراهيم العُمري - الرياض