الحمد لله القائل (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى"39" وأن سعيه سوف يرى"40" ثم يجزاه الجزاء الأوفى "41") "سورة النجم". سبحانك ربنا لقد خلقت الموت لتقهر به عبادك.. سبحانك ربنا تنزل بإرادتك السكينة والطمأنينة على من رزئ بوفاة قريب أو غياب حبيب، نسألك اللهم الثبات في الأمر كله، ونستلهم منك وبك الصبر والسلوان.. لقد انتقل إلى رحمة الله تعالى خلال الشهر الكريم العديد ممن انتهت آجالهم، وغادروا دار الفناء إلى دار البقاء. أسأل الله تعالى أن ينزل على قبورهم شآبيب الرحمة والرضوان، وما أجمل الخلق الحسن والسيرة الحميدة التي يمن الله تعالى بها على خلقه، فهي كما يقولون (والذكرى للإنسان عمر ثاني).. في مطلع شهر رمضان انتقل إلى جوار الله تعالى الشيخ مصطفى بن عثمان النعمان أحد قدامى مؤذني مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم، بعد أن قضى يرفع صوت الحق من الروضة المطهرة لما يقارب الستين عاما، حيث أتيحت له الفرصة في الأذان من سن مبكرة، وكان -رحمه الله- رجلا كريما فاضلا يسير بين الناس بسيرة مرضية، وكل من عرفه سأل الله له المغفرة والرضوان، والعتق من النيران. وكم هذه من نعم أن يذكر الإنسان بخير وهو في برزخه، فمتى نحرص على ذلك بالاستقامة على أوامر الله تعالى، واجتناب نواهيه حتى نجد بركة ذلك في أبنائنا وذرياتنا، وفي مجتمعنا مجتمع الصدق والوفاء ووطن الوفاء وجيرة الحرمين الشريفين في مملكة الإنسانية، وهذا فضل من الله أكبر يتطلب منا دائما مراجعة سلوكياتنا للنظر فيما أقامنا الله تعالى فيه، ونقدم الشكر على ذلك بأن نري الله من أنفسنا خيرا. والثاني هو الفقيد المربي الفاضل الأستاذ رضا بن عبدالكريم فدا -رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته- فقد انتقل إلى جوار الله تعالى في عشر العتق من النار، وكان -رحمه الله- يمشي بين الناس بسيرة مرضية، فإذا ذكرت الفكاهة بين الناس كان المرحوم الأخ رضا فدا من روادها، وكم كان ينعش الحضور في مجالس عديدة بما يسوقه من النكات والفكاهات التي تخفف هموم الحضور، بل وأن فيها من الدروس المستفادة الشيء الكثير، وقد خدم في قطاع التربية والتعليم بمكة المكرمة بكل إخلاص وتفانٍ، وقد بكاه العديد من الأسرة التعليمية في البلد الأمين، ونسأل الله تعالى أن يجعلهم جميعا في مقعد صدق عند مليك مقتدر. اللهم لا تحرمنا أجرهم، واغفر لنا ولهم، واجمعنا معهم في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا يا رب العالمين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين * وكيل وزارة الحج لشؤون الحج