ترجمة د. بشرى الفاضل أبرزت الحكومة المصرية يوم الجمعة الماضي صورة شائعة للإخوان المسلمين حيث اتهمتهم باستخدام الأطفال كدروع بشرية في المسيرات ضد انتفاضة خريطة المستقبل التي أطاحت بالرئيس محمد مرسي الشهر الماضي. وهذه الاتهامات هي أحدث خطوة في معركة العلاقات العامة بين الحكومة وأنصار مرسي الذين يعتصمون حول مسجد برابعة العدوية وفي ميدان نهضة مصر قرب جامعة القاهرة. وتبلغ الخسائر في الأرواح بين الجانبين ممن قتلوا في الاشتباكات في الأسابيع الأخيرة أكثر من 200 شخص. وظل التوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء الأزمة بين الجانبين أمرًا بعيد المنال. بينما أصدرت الشرطة بيانًا للمعتصمين في رابعة العدوية وميدان النهضة بالمغادرة وفض الاعتصام سلميًا، ولكن أنصار مرسي تعهدوا على البقاء حتى يتم رد الاعتبار إليه. وخشيت جماعات حقوق الإنسان موجة جديدة من العنف يوم الجمعة الماضي حين اقتحم الإخوان المسلمين مجمع مدينة الإنتاج الإعلامي احتجاجًا على ما وصفوه بأن القنوات التلفزيونية المصرية لا تقوم بتغطية منصفة، وكانت قوات الشرطة قد أطلقت الغاز المسيل للدموع على أنصار مرسي لتفريقهم ومنعهم من اقتحام مدينة الإنتاج الإعلامي. وهناك مؤشرات تفيد بأن حملة قوات الأمن على الاعتصامين برابعة العدوية وميدان نهضة مصر قد لا تكون وشيكة. إذ ذكر التلفزيون الحكومي أن الشرطة سوف تقوم تدريجيًا بتطويق الاعتصام في رابعة. وأورد أن فكرة اقتحام المخيم بالقوة قد رُفضت من قبل وزارة الداخلية، ولكن سيتم فرض الحصار في جميع الشوارع المؤدية إلى منطقة الاعتصام بحي رابعة العدوية. ونفت وزارة الداخلية في وقت لاحق أنها تُخطِّط لإغلاق الطرق المؤدية إلى المسجد. وقال مسؤولون حكوميون ودعاة حقوق الطفل: إن الإخوان المسلمين قد ارتكبوا انتهاكات خطيرة للمواثيق الدولية باستخدام الأطفال كدروع بشرية واستغلالهم بالمشاركة في المسيرات المناهضة للحكومة. حيث قال «ناصر السيد» الأمين العام للمجلس الوطني للطفولة والأمومة: إن الإخوان المسلمين يزرعون الكراهية والعنف داخل وجدان أطفالنا. وأضاف: إن الأطفال يجب أن تتم تنشئتهم على حب الوطن والحكومة والجيش والشرطة، وليس كرههم. وكانت الحكومة المؤقتة قد تناولت ضمن اجتماعاتها كيفية إقناع المتظاهرين، وكثيرون منهم أُسر كاملة، للعودة إلى ديارهم. أما جماعات حقوق الإنسان وبعض العواصم الأجنبية فتدعو الشرطة والجيش لضبط النفس. ودعا وزراء في الحكومة، بما في ذلك الدكتور محمد البرادعي، نائب الرئيس الحائز على جائزة نوبل للسلام، لإيجاد حل سلمي. وقال جون كيري وزير الخارجية الأمريكية وهو في طريقه في زيارة إلى لندن: إن مصر تحتاج للعودة إلى الوضع الطبيعي من جديد، وإلى استعادة الاستقرار، لتكون قادرة على جذب الاستثمارات، وإعادة الناس لدولاب العمل، وأضاف يقول: إننا سنعمل بصورة جدية للغاية مع آخرين، من أجل التقاء الأطراف معًا لإيجاد حل سلمي يعمل على إنماء الديمقراطية واحترام حقوق الجميع. لكن الفريق أول عبدالفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، قال إنه لن يتسامح مع الاعتصامات غير السلمية والمسيرات الليلية لجماعة الإخوان المسلمين في شوارع القاهرة ومدن أخرى. وقال أشرف الشريف أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية: إن الإخوان المسلمين يعتقدون أنه يمكنهم تحقيق انتصار سياسي عن طريق الاعتصام وقطع الطرق وعرقلة حركة المرور، وأضاف: إن الإخوان المسلمين يتطلعون إلى جذب المزيد من التعاطف معهم، خاصة إذا كانت هناك حالات ضحايا، وإذا بدأ الوضع الاقتصادي يتدهور وإذا حدثت انقسامات في صفوف معسكر القوى المناوئة لهم والمناهضة لمرسي. ويرتدي معتصمون الخوذات ويحملون العصي ويقومون بحراسة مداخل اعتصام رابعة المحصن، الذي نما ليصبح مدينة من الخيام في حي مزدحم بالسكان، سكانه من الطبقة الوسطى. واشنطن المزيد من الصور :