ان تعاليم الاسلام أحدثت نقلة نوعية ورفعت المستوى العقلي لعرب الجاهلية فالشهامة والشجاعة الشخصية التي لا حدّ لها والكرم الى حد الإسراف والإخلاص التام للقبيلة والتعصب لها والقسوة في الانتقام والأخذ بالثأر ممن اعتدى عليه او على قبيلته بقول أو فعل هذه أصول الفضائل عند العرب الوثنيين في الجاهلية , الإسلام هدم الوحدة القبلية وكره التفاضل بشرف القبيلة أو شرف الجنس وعلم ان معتنقي الاسلام كلهم كتلة واحدة لا تفاضل بين افرادها إلا بطاعة الله وتنفيذ أوامره لقوله صلى الله عليه وسلم" ليس منا من دعا الى عصبية أو قاتل على عصبية " وقال صلى الله عليه وسلم "مَنْ قَاتلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ، يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أو يَدْعُو إِلى عَصبَةٍ، أو يَنْصُرُ عَصَبَة، فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِليَّةٌ" مهرجان مزايين الابل بأم رقيبة انحرف به البعض عن مساره الذي خصص من أجله ( احياء التراث الشعبي ) مما أدى الى التعصب القبلي وأصبح لكل قبيلة رمز يتفاخرون به ويتناقلونه علناً وكثرت المبالغة في أسعار الابل , والملاحظ كثرة الجالية السودانية في سوق الابل , البيع والشراء بأم رقيبة بالمزاد حيث يصل سعر الابل خمسة ملايين ريال ويصل الى عشرة ملايين ريال وهي اسعار في الحقيقة مبالغ فيها, واللافت للنظر كثرة استعمال الاسلحة النارية والشعارات من قبل بعض ملاك الابل وبعض جماهيرهم على لجنة التحكيم وأثناء سير الابل بعد اعلان النتائج في الحفل الختامي , ناهيك عن نشوب خلاف بين مجموعة من القبائل على وسم كل منهما يدعي عائديته, ناهيك عن قيام خلاف بين مجموعة من قبيلة اتفادى ذكرها وأخرى وصل الى المساجلات الشعرية حيث اخذ كل طرف بالانتقاص من القبيلة الاخرى وغير ذلك , اطلاق الكتابة على السيارات بعبارات غير لائقة وإطلاق النار الكثيف , كل ذلك مؤشر على انحراف المهرجان عن مساره بسبب ممارسات بعض المشاركين , واللافت للنظر ان بعض الفضائيات تتفاخر بقبيلتها وتمجد رجالها وتنتقص من القبيلة الاخرى, فتصريح معالي وزير الاعلام المتضمن اغلاق بعض الفضائيات المثيرة للفتنة الطائفية والتي يثبت تعمدها الى اثارة الفتن الطائفية والتفرقة العنصرية مؤشر على ما ذكرته امل بسرعة معالجة ذلك دون تردد لتجنب تفاقم الاشكالية مستقبلا قبل فوات الاوان والوصول الى نتائج لا يحمد عقباها , ونحن دولة وشعب مستهدفون وأعداؤنا يتربصون بنا ولتجنب حدوث الفتن لا سمح الله يجب تنمية الوحدة الوطنية بمساهمة الدولة ممثلة بوزارة التعليم والإعلام ناهيك عن شيوخ القبائل والعقلاء والمثقفين من القبائل والإعلام بوسائله المختلفة وتوعية وتثقيف الابناء مطلب مهم, فالولاء اولا لله سبحانه وتعالى ثم للوطن وليس للقبيلة والعشيرة .. وحدتنا سر قوتنا. [email protected]