سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشيخ عبدالله صعتر ل "المدينة": الدعوة للجهاد في سوريا واجبة بعد التدخل الخارجي لدعم النظام قال: إن حزب نصرالله خدعنا بإدعائه مواجهة إسرائيل وتحرير القدس
منصور الغدرة - صنعاء اعتبر الشيخ عبدالله صعتر عضو مؤتمر الحوار اليمني، وعضو جمعية العلماء اليمنيين، أن ما يقوم به حزب الله وإيران من المشاركة في القتال الدائر بسوريا هو مشروع يراد منه إبعاد السنة النبوية. وقال الشيخ صعتر في حواره ل «المدينة»: إذا كان حزب الله كما يدعي يريد تحرير القدس، فليذهب لتحرير القدس لا للاستعراض والقتال في سوريا. وشدد الشيخ عبدالله على أن الدعوة التي أطلقت للجهاد من القاهرة تعتبر واجبة على أمة المسلمين للدفاع عن إخوانهم المعتدى عليهم. وفيما يلي نص الحوار: *بدايةً فضيلة الشيخ، هناك تهديدات أطلقها نصرالله بنقل المعركة الى الخليج، كيف تنظرون لهذه التصريحات؟ أنا اعتبرها تهديدات جدية، والفوضى التي كان يفتعلها بالحرمين بعض الحجاج الإيرانيين ومحاولتهم التشويش على الحجيج من قبل كانت دليلا على ذلك، ولعلنا نتذكر ما قام به القرامطة عبر التاريخ الإسلامي من هدم الكعبة المشرفة فهو شاهد حيّ على ذلك، وبالنسبة لما يقوم به حزب الله وإيران فالمسألة ليست سياسية، وإنما هو مشروع يراد منه إبعاد السنة النبوية، فإذا كان حزب الله كما يدعي يريد تحرير القدس، فالطريق لتحرير القدس لا يمر عبر مكة، وبدلا من تحدي الشعب السوري بالقتال الى جانب نظام الاسد ليذهب نصر الله لتحرير القدس لا للاستعراض والقتال في سوريا. *علماء المسلمين دعوا في ختام مؤتمرهم الأخير الذي عقد الأسبوع الماضي بالعاصمة المصرية القاهرة للجهاد في سوريا ضد الأسد، كيف يرى علماء اليمن هذه الدعوة، وهل الجهاد أصبح هو الخيار الوحيد الآن؟ كان الأفضل والأصلح والأسلم للإخوة في سوريا الشقيقة، أن يجلسوا على طاولة الحوار لايجاد حل سلمي، لكن التدخل المباشر المعلن من قبل حزب الله للقتال في سوريا، لم يدع أمام العلماء المسلمين سبيلا إلا أن يدافعوا عن إخوانهم في سوريا المعتدى عليهم من الخارج. *لكن بعض العلماء دعموا حزب الله طوال ال 3 العقود الماضية؟ لا شك أن علماء المسلمين دعموا حزب الله عندما أعلن انه سيقاتل إسرائيل، وأي أحد يقوم بمقاتلة إسرائيل فالناس سيؤيدونه، لكن عندما تجد أن المسألة مجرد شعار لخداع الناس، ثم تجد حقيقته أنه يقاتل في سوريا ويقتل الأبرياء، فمن المستحيل أن يؤيده أحد على هذا أو يصمت أي إنسان على استباحة دماء الضعفاء والمساكين، فالدفاع عن الضعفاء والمساكين من الواجبات الشرعية لقوله تعالى (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا). *البعض تحدث عن وجود جماعات إرهابية تقاتل في سوريا؟ عليهم أن يثبتوا صحة إدعائهم ويؤكدوا لنا وللعالم من هي تلك الجماعات الإرهابية التي يتحدثون عنها، لنعرف ويعرف الرأي العام هوية هذه الجماعات، وأين هي، وأين مكانها، ومن يقودها، و أين وحداتها العسكرية التي دخلوا بها إلى سوريا، وكيف دخلوا إلى هناك، واظن ان الأسد ونصر الله هما من يصطنعان جماعات إرهابية في سوريا، حزب نصر الله تنظيم مسلح، ونحن رأينا والعالم كله شاهد كتائبه وهي تدخل بآلياتها العسكرية للقتال في سوريا، بل اعترف زعيمهم بذلك. *يتهم نظام الأسد وحزب نصر الله الدول العربية باستخدام المتطرفين في سوريا كما استخدم المجاهدين في السابق بأفغانستان؟ الوضع يختلف، عندما ذهب المجاهدون للقتال في أفغانستان ذهبوا بطريقة شرعية للقتال ضد المحتل السوفيتي، وبعدها تدخلت السياسة وتلاعبت بعقول ناس مساكين، حصيلتهم العلمية والمعرفية محدودة. أما الوضع الآن أنت عندك حزب سياسي (حزب نصر الله) لديه جيش مسلح بأنواع الأسلحة المتطورة، ويقوم بناؤه على تشكيلات عسكرية منظمة، وبحوزته عتاد حربي وعسكري وتسلح غير عادي، السؤال الذي يفرض نفسه، هل يسمح للأحزاب السياسية (وفق الأنظمة الحديثة) بأن يكون لها جيوش ومعسكرات..؟!. لا يمكن أن نقبل أن أي حزب يهدد دولة معينة، فهذا يعني الفوضى، لأن كل واحد معه تنظيم سيقوم بتهديد الدول، هل هذا مقبول في السياسة الدولية القائمة الآن. يجب أن نحترم العمل السياسي، وكل تنظيم سياسي عليه أن يبتعد عن صناعة المليشيات، يجب أن نحترم الآخرين ولا نتدخل في شؤون الدول الأخرى. اختلف مع الحوثي 100% *هل نستطيع القول إن ما يجري في صعدة من قبل الحوثيين هو على غرار ما يفعله حزب نصر الله؟ لا نستطيع القول إنها على طريقة حزب نصر الله ولكنها قريبة منها، باعتبار أن الحوثي يقول أنا ظلمت، وهو مثلاً ظُلم في منطقة وظَلَم في عشرات المناطق الأخرى، فأنا سأكون من أنصار الحوثي إذا اعتدى عليه وهو في بيته، لكن أن يعتدي على إنسان بعيد من بيته فأنا ضده، وهذا هو أساس العدل. أنا اختلف مع الحوثي بنسبة 100 %، وهو يشتمني في وسائل إعلامه ليل نهار، لكن مع ذلك لن أتنازل عن حقوق إنسان بيني وبينه خلاف، حقوقه كما هي وعلينا أن نضع ضوابط للخلاف بيننا. وبالتالي من غير المقبول أن يكون خلاف حزب نصر الله المذهبي مع السعودية يجعلها هدفًا لجرائمه ويسعى لتهديدها، فهذا كلام خطير لا يمكن الإقرار به، نحن لا نقر مبدأ التدخل بشؤون الغير اطلاقاً، والاختلافات الفقهية تبقى كما هي. *لكن أنتم كحزب الإصلاح (إخوان مسلمين) متهمون بالتدخل في حرب صعدة ضد الحوثيين؟ لم نتدخل في حرب صعدة، علينا أن نقر بإنزال لجنة تحقيق من مؤتمر الحوار إلى صعدة تلتقي الحوثيين والسلفيين والمشايخ والقبائل والأحزاب الموجودة في صعدة، الحوثيون يقولون إنهم يريدون دولة مدنية وكلنا نريد دولة المؤسسات بما تعنيه الكلمة من معنى، وليس كما يريدونها هم بحيث يعمل له جناح مدني والجناح العسكري ينفذ ما يمليه عليه الجناح المدني فيمارس القتل والسجن والاعتقال للناس، وبعد ذلك يقول إنه لم يعمل شيئا، هذا أسلوب مرفوض، لأنه عبث بدماء الناس، ووقت هذا انتهى، وعلينا جميعًا أن نعود إلى دولة المؤسسات. * هل ترى أن مخرجات الحوار الجاري تسير نحو هذه الدولة المدنية؟ الأصوات المرتفعة في مؤتمر الحوار كلها تريد دولة المؤسسات، وكلنا متفقون على إيجاد هذه الدولة، لأنه لو وجدت هذه الدولة ستبقى الوحدة اليمنية وستحل القضية الجنوبية وقضية صعدة، ولو وجدت الدولة لتطور الاقتصاد، والبديل للدولة عصابات وفوضى. * أنت تسير الآن بمرافقين؟ نعم أسير بمرافقين في اليمن وبلا مرافقين في بلد غير اليمن، أنا زرت كثيرا من دول الغرب، فزرت أمريكا 9 مرات ولا أحتاج للمرافقين إلا عندما أصل مطار صنعاء، لأنني في اليمن واجهت عدة مشكلات. * هل القبائل سيقبلون أن يسيروا بدون مرافقين مسلحين؟ القبيلي نفسه خائف لغياب الدولة، حيث يمكن أن يقتل الشيخ في الطريق بدعوى الثأر، لهذا تجده يسير دائماً بمرافقين، وهناك الكثير من أبناء المشايخ والقبائل قتلوا داخل صنعاء بدعوى الثأر، لذلك لا بد من دولة تؤمن حياة كل الناس وليس دولة تؤمن حياة شخص أجنبي من خارج اليمن. * هذا كلام جميل والجميع ينشده، لكن الإصلاح كحزب سياسي يمتد على الساحة اليمنية، أين هو من هذا؟ أعضاء الإصلاح موجودون في محافظة صعدة بأعداد هائلة، فإذا ما أتى إلي مسؤول من الحوثيين ووقع معي على برنامج وبنود ملزمة لنا ولهم، أنا مستعد أن التزم عن حزب الإصلاح بكل صغيرة وكبيرة، فالبيت الذي هدمه الإصلاح في صعدة ملزم بإعاة بنائه، والشخص القاتل من الإصلاح سنسلمه للقضاء، وعلى الحوثيين أن يلتزموا بنفس الشيء، والاتفاق نفسه يتم مع السلفيين ومع كل الناس، هذا إذا كان هناك جدية في حل المشكلات والخلافات الموجودة في صعدة، أما الحديث عن نوايا الناس والحكم على حزب الإصلاح على الغيبيات وبواطن الأمور فهذا غير جاد، الإصلاح مد يده لتنظيمات وأحزاب خاض معها في السابق معارك وحروبا طاحنة، ومع ذلك التقى معها في نهاية الأمر، وهو الآن مستعد بأن يلتقي مع كل التكوينات رغم ما قيل عنه من قضايا تكفير للاشتراكي. * يا شيخ.. الشارع اليمني كان يراهن عليكم في الإصلاح في حفظ وحدة واستقرار اليمن، لكن ما يجري على الأرض مغاير لهذا؟ أنت كإعلامي أحلّ لك المشكلة، أي واحد يسألك عن المذاهب في اليمن قول له مذهبنا محمدي، فإن كان محمد بن عبدالله شافعي فأنا شافعي وإن قالوا مذهبه زيدي فمذهبنا زيدي وإن قالوا من الشيعة ومذهب علي بن إبي طالب فانا معه، وإن قالوا مذهب محمد بن عبدالله، لا زيدي ولا شافعي فأنا مثله لا زيدي ولا شافعي، لكنه سنّي ولا يوجد هناك مذاهب، وإنما هي آراء واجتهادات فقط، أما العصبية فلا مكان لها في المذهب المحمدي. ومنهج حزب الإصلاح يتعامل مع أعضائه وكوادره بقدر إيمانه وبقدر علمه وليس بحسبه ونسبه، فمكانة الإنسان عندنا في التنظيم بقدر علمه وبقدر عطائه وكفاءته، لا بجده ولا بخاله ولا بماله، ونريد أن يعم هذا المجتمع وأن يكون التنافس في الخيرات. * من هذا الكلام .. ما مشكلتكم إذاً مع النقاط ال20 والهروب من الإعتذار للجنوب وصعدة، خاصة وأن الاعتذار ستقوم به دولة وليس من قبل الأحزاب؟ ليس لدينا مشكلة مع النقاط ال 20، مشكلتنا أن الناس يريدون أن يحمّلونا شيئا لم يكن لنا دخل فيه. * لكنكم مشاركون رئيسيون في حرب صيف94 بالجنوب؟ * *مشتركون نريد الشركاء كلهم يعتذرون، يعني الشعب اليمني كله يعتذر، يعتذر طرفا أحداث يناير1986م، وتعتذر كل أطراف أحداث 67م، وأحداث 1994 يعتذرون كلهم، وفي حروب صعدة يعتذرون كلهم وحروب القبائل يعتذرون كلهم عليها، على كل واحد دخل في حرب قبلية أو مناطقية أو سياسية أن يعتذر. * ألم يقل كل يحجّ عن فرضه؟ وهم يحجون عن فرضهم، أتطلب مني أن أصلي وأنت لا تصلي، والله تعالى يقول «أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم»، أنت تطالب مني الاعتذار وأنت لا تعتذر، تقول لي تب وأنت لا تتوب!!، إذا كنت تحب لي الجنة فأنا أيضا أحب لك الجنة «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». * لكنه في الأخير هو توافق بينكم كقوى سياسية والذي سيعتذر بالنيابة عنكم هو دولة؟ لا.. لا.. نحن نريد كل القوى السياسية أن تعتذر فرادى، لكي ندفن كل القضايا ونبدأ من الصفر.