أنشأ عدد من الأكاديميين المهتمين باللغة العربية مؤخرًا أول مَجْمَعَ للغة العربية على الشبكة العالمية (الإنترنت) بتمويل من رجل الأعمال مشعل سرور الزايدي الذي وعد ببناء صرح للمجمع بمكةالمكرمة شعورًا منه بعظمة هذه اللغة وبحقها العظيم على أبنائها مما دفعه للمسارعة لتبني المجمع بعد أن اطلع على خطته وأهدافه ورسالتها. وكانت فكرة المجمع قد نبعت من الدكتور عبدالعزيز بن علي الحربي، حرصًا منه على الحفاظ على اللغة وخوفًا عليها من الضياع بين اللغات الأخرى، والتف حوله عدد من الحادبين على اللغة، وتكونت على إثر ذلك الهيئة الاستشارية للمجمع متضمنة 16 أكاديميًا من المهتمين باللغة العربية من عدد من الدول العربية والإسلامية، ليصدر العدد الأول من مجلة المجمع، تتصدره كلمة افتتاحية بقلم الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي وإمام وخطيب المسجد الحرام قال فيها: «لما كان القرآن الكريم باللسان العربي هيأ الله لهذه اللغة من يحفظها ويجمع ألفاظها ويكشف عن جمالها ويبيِّن أسرارها من أئمة اللغة والنحو والبيان وتفسير القرآن وعصرنا هذا كسائر العصور الماضية لم يخلُ من تلك الجنود المجندة التي تجدد للأمة أمر لغتها وبيانها غير أن وسائل الدفع والرفع وطرق البث والنشر أصبحت مختلفة وصار التواصل بين الناس أسرع من البرق بواسطة الشبكة العالمية وما أحسنها وسيلة إذا استعملت في خدمة الدين والأوطان». ومن جانبه يقول الدكتور عبدالرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام والرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف: «إن المستقرئ لأحوال الشعوب والمجتمعات والمتأمل في أمجاد الأمم والحضارات يلفي أن اللغة أداة الرُّقي والتواصل بين الشعوب ومتى فرَّطوا فيها كان أمرهم إلى شَعوب لأنها قوام الحضارات والأمم»، ويقول بن شيخ الإسلام ابن تيمية «إن اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض فإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهمان إلا باللغة العربية وما لا يتم الفرض به فهو واجب» ووصفها الإمام ابن كثير: «أفصح اللغات وأجلاها وأحلاها وأعلاها وأبينها وأوسعها وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات»، وأهاب الشيخ السديس بالأمة لإحياء اللغة ومكانتها الشرعية وأن يجتثوا الضعف الذي اعتراها جرَّاء تفريطهم واثقين أن لنا مجدًا لغويًا يجب أن يعود وسؤددًا لسانيًا ينبغي أن يسود ممتدحًا تبني رجل الأعمال مشعل سرور الزايدي لهذا المشروع معتبرًا ذلك من الأعمال السنية والمآثر الخيرية. المزيد من الصور :