دعا وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع غير عادي عقدوه مساء أمس الأربعاء، في القاهرة إلى حل سياسي للنزاع في سوريا وتشكيل حكومة انتقالية لسلطة تنفيذية كاملة. وطالب الوزراء في قرارهم «جميع الأطراف بالوقف الفوري والشامل لكل أعمال العنف والقتل ضد المدنيين من أي جهة كانت وأياً كان مصدرها». فيما، أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن المملكة تتابع «بقلق واهتمام بالغين» الأحداث في مدينة طرابلس اللبنانية، مناشدا جميع الأطراف عدم الانسياق وراء الدعوات التي «لا تريد الخير» للبنان. ونقلت الوكالة الرسمية عن تصريح للفيصل أن المملكة تتابع «باهتمام وقلق بالغين الأحداث الدامية» في طرابلس، خصوصا مع «ارتفاع أعداد الضحايا من الأبرياء واستهداف المنشآت والتي لا تخدم سوى أعداء الأمة ولا يستفيد منها إلا كل من لا يود الخير للبنان وشعبه». وأضاف نناشد «جميع الأطراف المعنية وضع حد لهذا الاقتتال والتصرف بحكمة وعدم الانسياق وراء الدعوات التي لا تريد الخير للبنان وشعبه والنأي بأنفسهم عن كل ما يخل بأمن بلادهم وسلامتها واستقرارها». وميدانياً، سيطرت قوات النظام السوري وحزب الله أمس على مدينة القصير الاستراتيجية في وسط سوريا بعد أكثر من سنة من الحصار المفروض عليها ومعارك طاحنة منذ أكثر من أسبوعين. وتعهد الجيش ب «سحق الإرهابيين» أينما كانوا في سوريا. فيما أكدت المعارضة السورية أن «الثورة مستمرة» وأن «النصر لأصحاب الحق». وتزامن ذلك مع انعقاد اجتماع تمهيدي ضم ممثلين عن الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة وروسيا في جنيف للتحضير للمؤتمر الدولي حول سوريا أعلنت بعده موسكو عدم التوصل ألى اتفاق. من جهته، أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا الأخضر الإبراهيمي أمس أن اجتماعا تحضيرياً جديداً للمؤتمر الدولي حول سوريا سيعقد في 25 يونيو. وقال الإبراهيمي للصحافيين في ختام اجتماع تحضيري لهذا المؤتمر بين مندوبي الأممالمتحدة وروسيا والولاياتالمتحدة «سنعمل بطريقة كثيفة في الأسابيع المقبلة وسنلتقي من جديد في جنيف في 25 يونيو». إلى ذلك، شدد الوزراء العرب في اجتماعهم أمس على «إدانتهم بشدة كل أشكال التدخل الخارجي خاصة تدخل حزب الله وفقاً لما ورد على لسان أمينه العام الذي جعل من الأراضي السورية ساحة للعنف والاقتتال». واحتج لبنان على هذه الفقرة وسجل أنه «ينأى بنفسه» عن القرار. ورحبوا «بالمساعي الدولية المبذولة لعقد المؤتمر الدولي جنيف2 وحث كل الاطراف السورية على الاستجابة لتلك الجهود».