رعى صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب يوم أمس الحفل الذي أقامته الأسرة الوحداوية بمكةالمكرمة لتكريم الدكتور صالح بن ناصر عضو الاتحاد السعودي ورئيس لحنة الاحتراف سابقاً وذلك في قاعة الذكرى الخالدة بمكة، حيث التقى سموه الأسرة الوحداوية التي كانت في استقباله كما كان في استقباله الضيف المحتفى به الدكتور صالح بن ناصر، كما حضر الحفل معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد وأمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار ورئيس نادي الاتحاد المهندس محمد فايز، وعدد من الضيوف ومنسوبي ورؤساء أندية أخرى وبعض الأكاديميين. جاءت بداية الحفل بآيات من الذكر الحكيم تلاها الشيخ سجاد وثم كلمة الأسرة الرياضية بمكة ألقاها منصور أبو منصور نيابة عن الأسرة، حيث قال نحن في ليلة الوفاء ليلة تكريم الرجل الوفي للرياضة السعودية من شبابه، هو قامة رياضية شامخة حظي بثقة المسؤولين في رعاية الشباب، فهو رجل صاحب فكر رياضي وإداري وقيادي وإذا ناقشته في مسألة تجده رحب الرأي وأخلاق العظماء ينتقي من قواميس القيادة والحكمة ولا تسمع منه كلمة نابية أو جارحة عندما تناقشه في موضوع ما، أما أنت يا صاحب السمو فوالدكم فيصل بن فهد هو باني الرياضة السعودية الحديثة وقد ظلت رياضتنا في سمو وازدهار في ظل الرعاية من الحكومة الرشيدة وأصبحت منشآتنا في كل مدينة، وكلنا أمل في أن يوفقكم الله يا سمو الأمير في السير برياضتنا نحو التقدم والاستمرارية في التطور. ثم ألقيت قصيدة شعرية لمحمد حريري ألقاها نيابة عنه محمد فريد سنان، ثم عرض مرئي عن حياة المحتفى به. ثم ألقى سمو الرئيس العام لرعاية الشباب كلمة قال فيها: اسمحوا لي أن يكون حديثي ذا منحى تاريخي لأن التاريخ يظل هو الشاهد بعيداً عن الكلمات التعبيرية الإنشائية، لذا سأتطرق لبعض تاريخ المحتفى فيه هذه الليلة الدكتور صالح بن أحمد بن ناصر، الذي حرصت على أن أكون معكم في يوم تكريمه، فلا أريد أن يكون حديثي تقليدياً في مثل هذا الموقف ولكني أتحدث عن حقائق ومعلومات على الأرجح لا يعرفها الكثير من الحاضرين وبالذات الأجيال الجديدة، فقد تقلد الدكتور صالح مسئولية رعاية الشباب كخامس مسئول عن إدارة رعاية الشباب في كل الوزارات التي كانت مسئولة عن رعاية الشباب، وكثاني مسئول عنها في تاريخ وزارة العمل والشؤون الاجتماعية من تاريخ 1/3/1383ه حتى 20/3/1385م وقت أن كانت رعاية الشباب قسماً صغيراً جداً كمساحة لا تتعدى غرفتين وعدد العاملين لا يتجاوزون سبعة رجال، عاملاً معهم بفكره للنهوض بالحركة الرياضية في بداياتها، فقد استلم منذ ذلك الوقت المبكر المسؤولية وهو الذي لم يكن يتجاوز عمره 24 عاماً وأدى عملاً وانجازاً كبيراً ، فعلى الرغم من قلة الموارد لهذا القسم ، إلا أنه استطاع أن يحقق أوليات لعلي أذكر شيئا منها فقد قاد التحاق المملكة بالركب الاولمبي دولياً واشتركت المملكة لأول مرة في هذا المحفل الدولي في طوكيو، وأصبحت المملكة في فترته عضواً في اللجنة الاولمبية الدولية عام 1964م وتأسست في مرحلته أربعة اتحادات هي السلة الطائرة الدراجات ألعاب القوى لتنضم إلى اتحاد القدم الذي تأسس عام 1374ه ليكونوا أعضاء في اللجنة الاولمبية الدولية. وكان أول من عمل على استقدام الحكم الأجنبي لدعم الدوري السعودي. وفي عهده بدأ لأول مرة في تاريخ المملكة استقدام الأندية البرازيلية لتلعب مع الأندية السعودية. ثم سافر مكملاً تعليمه العالي وعاد وكيلاً مساعداُ في وزارة الإعلام لشؤون الإذاعة والتلفزيون، ولكن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) رأى فيه ما يسر فاختاره رئيساً لاتحاد الطائرة ثم عضواً في اتحاد القدم عام 1398ه وأصبح وكيل الرئيس العام في عام 1403ه . وكان له مساهمات مباشرة في ذلك الوقت حيث استطاعت القارة الآسيوية أن تبعد إسرائيل من المحفل الآسيوي، حيث قاد العديد من الاجتماعات الآسيوية ممثلا للمملكة في هذا الشأن، وكان اختيار الأمير فيصل بن فهد رحمه الله في مكانه وبرؤية ثاقبة منه وترأس أول بعثة سعودية حققت أول الانتصارات السعودية وهو تحقيق المملكة المركز الأول والحصول على كأس آسيا عام 1984م. وأضاف سموه وبرغم ما تعرض له متعه الله بالصحة والعافية من ظروف صحية إلا انه ظل يعمل ويعمل ويعمل دون كلل أو ملل بروح الشاب المتوقد وبفكر الرجل الكبير الحكيم مع الأمير فيصل ثم مع الأمير سلطان بن فهد ثم معي وكان نعم الزميل والصديق والمسؤول. وأضاف سموه إن الحديث يطول في تتبع بعض إسهامات وانجازات الدكتور صالح لذا فإن الاكتفاء بالحديث رمزا ًلبعض ما قدم هو خير وأوفى، ولعل تكريم المملكة العربية السعودية له ضمن كوكبة من الرياضيين مؤشر آخر كما أن وفاء أبناء مكةالمكرمة يأتي في هذا السياق. واختتم سموه كلمته بشكره لكل من ساهم بإقامة هذا الحفل التكريمي ولكل من حضر معرباً سموه عن شكره لمعالي وزير الثقافة والإعلام على ما يقدمه من جهود للرقي بالإعلام السعودي متمنياً التوفيق والسداد للدكتور صالح أحمد بن ناصر. كما تحدث أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، وكانت عباراته عن وقفات من تاريخ الدكتور صالح بن ناصر، وموقفه معه. كما تم توزيع الهدايا وكان أبرزها هدية من سمو الرئيس العام لرعاية الشباب وهدية الأسرة الرياضية. وتحدث الدكتور صالح بن ناصر، حيث قدم شكره لصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل لرعايته للحفل، كما شكر معالي الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الإعلام والدكتور أسامة البار أمين العاصمة المقدسة على الحضور، وشكر المكرمين، وقال الدكتور ابن ناصر إن هذا التكريم يجعلنا في حوار مع الذات، كما سرد ذكرياته العملية والقيادات التي عملت معه، ثم استكمل توزيع الهدايا واختتم الحفل بالفلكلور الشعبي والمزمار.