عبر عدد من رفقاء وزملاء الشيخ صالح الحصين عن بالغ حزنهم وأليم فاجعتهم بوفاة العالم الذي وافته المنية مساء أمس بعد صراع طويل مع المرض ، وقالوا ل»المدينة»: لقد كان أبا عالما ، تعلمنا منه الكثير من معاني وأخلاق الصالحين الذي يندر وجودهم في هذا العصر.. ووصفوا عطاءه الخيري على مستوى المملكة والعالم الإسلامي بالريادة في هذا المجال، معتبرينه مدرسة يحتذى بها في دفع مسيرة العمل الخير النافع للمجتمع ومن يعيش فيه. بداية لم يتمالك مدير مكتبه بالرئاسة محمد القويفلي نفسه وهو يسمع بخبر وفاة شيخه الحصين ، وقال : لا أستطيع الحديث باستفاضة عن رجل عاشرته مديرا لمكتبه لإحدى عشرة سنة ، مؤكدا أن صدمة نبأ الوفاة عليه كانت كبيرة وقوية جدا ، مشيرا أنه قد تعلم من الشيخ الحصين طوال فترة إدارته كل المعاني النبيلة والسمات الكريمة والأخلاق الرفيعة التي يندر وجودها ، موضحا أن الفقيد كان زاهدا تقيا ورعا لطيفا سمحا. كتاباته تبين شخصيته من جهته قال الشيخ محمد أحمد المنصوري نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام سابقا : الشيخ صالح الحصين له من اسمه النصيب الأوفر، فهو صالح واسمه صالح وعمله صالح كذا نحسبه والله حسيبه عالم زاهد، ورع لا يطلب منصباً، ولا ينشد جاهاً، ولا يبتغي مالاً جاءته الدنيا راغمة فرفضها وصيرها في سبيل الله، وطريقاً لنفع عباد الله يتحرى من عمله وقوله السنن ويتبع الأثر، ويجنح للأيسر. إذا قرأت كتاباته تعرف شخصيته وتشعر وكأنك تتلقى المعلومة الصحيحة من مصدرها، إنه مدرسة في نفع الناس والإحسان إليهم... طال خبره البعيد والقريب ، مضيفا : وأجمع من عرفوه عن قرب سواء بأن من طبعه الهدوء والجنوح إلى الصمت، وغالباً ما يحتفظ بارآئه ليبديها عند الطلب ، والحديث عن الشيخ صالح هو حديث عن شخصية ذات نسيج مختلف يرى أن العمل الخيري والاجتماعي والإنساني أكثر امتاعاً له من الوظيفة.. ولولا أن طاعة ولي الأمر واجبة في الكتاب والسنة لما تقلد تلك المناصب. وتحدث الشيخ مشهور المنعمي مدير عام المتابعة بالرئاسة عن بعض مناقبه التي عاصرها وشاهدها في حياة الشيخ الحصين ، مشيرا إلى أنه كان عالما ورعا زاهدا ، متواضعا ، فقيها ، فقدت الأمة بفقدها رجلا فذا ونادرا من نوعه . وقال احمد المنصوري مدير العلاقات العامة والاعلام بالرئاسه العامه لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي : فجعت الأمه الإسلاميه بوفاة عالم جليل من علمائها معالي الشيخ صالح الحصين رحمه الله ، فلا ريب أن موت العلماء خطب جلل ورزية عظيمة وبلاء كبير إذ الأشخاص كلما كان دورهم عظيماً وأثرهم كبيراً كانت المصيبة بفقدهم أشد وقد شرفت بالعمل تحت توجيه معاليه وإدارته الحكيمة طوال فترة عمله رئيسا عاما لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي ووجدته نعم الموجه والمربي والقائد الحكيم. وقال الدكتور خالد بن عبد الله السريحي ،مدير عام المركزالدولي للأبحاث والدراسات ( مداد): إن فضيلة الدكتور الشيخ صالح الحصين رائد من رواد العمل الخيري، وهو من الرواد الكبار في العمل الخيري، والمملكة كلها تشهد بذلك في عضوياته للجمعيات الخيرية التي التحق بها سواء في مجالس الإدارات أو رئاسته لبعضها، وقد كان الشيخ رحمه الله بعلمه الوفير وثقافته الغزيرة وأدبه الجم مضرب المثل في دفع مسيرة العمل الخيري للأمام بشكل بارز.. وأضاف السريحي: والمتابع لجهود الشيخ وأبحاثه فيما يتعلق بالعمل الخيري في المملكة يجد بصماته واضحة جدا في كل ماكتب أو أسس أو أنشأ من جمعيات أوشارك في عضويتاها فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.