بعد أكثر من عام على إنشاء فرع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية في جدة، واعتماد أعضاء مجلسه، تحرك المجلس المنتخب ببرود شديد وبعد إلحاح ومطالبات من جميع الأعضاء ال(109) بتنظيم معرض للجمعية، وهذا دليل على عدم امتلاكهم المقومات الواجب توفرها للقيام بإدارة دفة هذا المرفق المهم ومحاولة تنفيذ أهداف الجمعية وتفعيلها، ولم يألوا جهدًا في عقد اجتماع توضيحي للأعضاء بحجة المقر والميزانية، وبالتالي أطفأوا جذوة الطموحات والآمال العريضة والتطلعات الكبيرة وثقة ناخبيهم في إنشاء هذا الفرع والذي يمثل واجهة مهمة في التشكيل السعودي وخاصة في جدة وهذا ما كان متوقعًا، حيث لم يتجاوب مع فكرة إقامة المعرض سوى عشرين فنانًا!! وأعتقد أنهم أصيبوا بالإحباط واليأس من المجلس، وحتمًا سيؤدي ذلك إلى عدم التعاون والتضامن مع فكرة إقامة جمعية للتشكيل، وهذا الأمر يقودنا إلى فشل منطوق المادة 31 من اللائحة التنظيمية للجمعية بشأن فتح فروع للجمعية، لأنه على أرض الواقع لم نلمس من الفروع التي قامت في المدينةالمنورة والجوف والرياض والدوادمي وعسير ومكة المكرمة أية علامة جادة للارتقاء بالفن التشكيلي السعودي سوى تلك الأنشطة المتواضعة والمدرسية في جوانبها العامة، وهذا الأمر سيوقع هذه الفروع في اشكالية فروع جمعية الثقافة والفنون، فريق مع الفرع وآخرون ضده، ثم يتحول الفرع على أرض الواقع إلى جماعة أخرى وستلعب الشللية دورها، وأنا في رأيي، إلغاء هذه المادة، والتفكير جديًا في دعم الجماعات التشكيلية بحسب نشاطها كما تتعامل الرئاسة العامة لرعاية الشباب مع الأندية الرياضية ومن يعمل يستحق الدعم والتشجيع، لأن الفنانين نرجسيون وينتظرون من الجهات المشرفة على الفنون بما فيها الجمعية تغير الوضع بين ليلة وضحاها وتقدم ما يرضي الجميع وتخلق لهم التميز والوصول إلى العالمية! مع إيماني العميق بأن الفنان الواثق من نفسه الأصيل لا ينتظر من الجمعية أو يعتمد عليها في تحقيق طموحاته (ففاقد الشيء لا يعطيه)، فالجمعية فقط هي مرجعية رسمية للتعامل وضبط الأمور والتواصل التنظيمي مع الجهات الرسمية والخاصة في الداخل والخارج، وثمة خلل في تركيبة الجمعية منذ نشأتها وولادتها، أهمها: استيراد اللائحة التنظيمية للجمعية من دول الجوار والتي تعاني من مشاكل في أوساطها والفارق الجغرافي بين المملكة وهذه الدول. أرجو أن يأتي اليوم الذي نرى فيه ولادة جديدة لهذه الجمعية، ويتفهم الجميع هذه المنظومة، ويتحقق توجه وزارة الثقافة والإعلام إلى إيجاد جمعيات تشمل الوطن بكامله وتمثل مختلف الفنون والآداب وتكون جزءًا من مؤسسات المجتمع المدني الذي تتجه الدولة إلى تأسيسها للتعبير عن هموم المواطنين وترعى شؤونهم ضمن أنظمة الدولة المرعية.