بادرالآلاف من العمالة السائبة والهاربة من كفلائها الى تسليم انفسهم لدى ادارة الوافدين بجدة ومذ صبيحة امس الاول اكتظت ساحات الجوازات بالعمالة التي توقّّف بها الحال إما بالهروب او اللجوء الى اقارب لهم في مناطق متعددة فيما يدعي البعض منهم الى انهم لم يحصلوا على حقوقهم المادية مما اضطرهم الى الهروب ويصف عمران محمد سيرلنكي الجنسية حالته بالصعبة جدا بعد ان طال به الامد وهو يتخفى من أعين الجوازات خلال الاربعة اعوام الماضية ويشعر الان براحة نفسية بعد ان اعلن ظهوره دون خوف او وجل ويردد عمران انه هرب من كفيله بالمنطقة الشرقية بعد ان هاتفه قريب له في جدة وأغراه بالسفر إليه لأن الرواتب أعلى والعمل أقل على حدّ قوله وعندما وصل الى قريبه مكث اكثر من عام يبحث عن عمل دون جدوى ووجد نفسه اخيرًا في الشارع فيما اضطرللسكن بأماكن غير مؤهلة لذلك ويعبر ساهم صيف من سيرلانكا ايضا عن معاناته خلال العامين التي قضاهما هاربا من كفيله الذي اتفق معه على العمل في خميس مشيط بالقول: ان عقده كان جيدا لحدّ ما بمبلغ سبعمائة وخمسين ريال ولكنه حين وصل للمملكة، قال له عدد من اصدقائه « يمكن له الحصول على راتب يتجاوز الالفي ريال» فيما لو ترك كفيله الى منطقة أخرى مما اضطره للهرب الى جدة لكنه لم يجد تلك الاحلام التي خدع بها وبقي يتنقل متخفيا خشية القبض عليه لكنه وجد بريقا من الامل للعودة الى كفيله او ترحيله الى بلده بعد ان عانى من شظف العيش. واجمع العديد من العمالة السيرلانكية والهندية والبنغالية على ان هناك من عمِل على خداعهم بداية وصولهم واوقعهم في شباك مخالفة الانظمة والقوانين. ويقرّ ارشد حسين «باكستاني»، انه وعدد كبير من رفاقه تمنكوا خلال السنوات الماضية من الهرب من المناطق التي يعملون بها في كل من تبوك والقريات والجوف ووصلوا الى جدة وهم يعملون في عدة مهن ولكنهم مكثوا طوال تلكم السنوات يتخفون عن اعين الجوازات ويضيف ارشد كنت اتعمد احيانا لبس الزي السعودي وكثيرا ما أنفذ بجلدي لكنني مللت من كثر التخفي والخوف المصاحب لي في حياتي ويعوّل ارشد بالكثير من الامال على قرار خادم الحرمين الشريفين لتصحيح اوضاعه لكنه لايريد العودة للعمل مع كفيله .. ويصف تميم عالم هندي الجنسية وضعه بالكثير من الاسى بعد ان بقي هاربا لأكثر من ثلاثة اعوام عمل خلالها غسالا للملابس ثم للسيارات وهو يحمل مؤهلا فنيا في الالكترونيات لكنه لم يجد احدا يقبله كونه هاربا من كفيله فأضطر للعمل في مهن متواضعة لكنه يؤكد لو استمر في عمله الذي جاء من اجله لما وصل به الحال الوقوف في هذه الطوابير الطويلة وهو لايعرف ما سيحلّ به . وعلى صعيد متصل أكد المقدم محمد الحسين الناطق الرسمي لجوازات منطقة مكةالمكرمة ل «المدينة» ان الموجودين حاليا سيتم انهاء اجراءاتهم والنظر في مخالفاتهم للانظمة من قبل اللجنة الادارية المكلفة بذلك وحول مايشاع ان الانظمة تفرض على الكفيل دفع كافة المخالفات التي ارتكبها مكفوله في هروبه من تأخير في تجديد الاقامة وخلافه اوضح الحسين انه لا صحة لذلك وعادة ينظر في مثل هذا الامر بعين الاعتبار كون الكفيل لاذنب له بهذا الامر وفي ذات السياق اكدت مصادر بالقنصلية السيرلانكية ان سفارة بلادهم قد استأجرت مقرا في عين العزيزية لإيواء كل هذا الكم من بني جلدتهم حتى انتهاء معاناتهم وتصحيح اوضاعهم بيد ان اغلب العمالة ترفض الذهاب الى الاماكن التي حددتها لهم القنصلية للسكن المؤقت مما جعلهم يتجمعون عند بوابات الجوازات بهذه الطريقة واكد المصدر ان القنصلية تعمل حاليا مع الجهات الرسمية بالمملكة لإنهاء اجراءات مواطنيها ..وتشير مصادر بالمديرية العامة للجوازات بمنطقة مكةالمكرمة ل «المدينة» ان اغلب العمالة التي تتجمع حاليا عند بوابات ادارة الوافدين هم ممن هربوا من كفلائهم وبالتالي يترتب الامر على حضور الكفيل او من ينيبه وذلك لتصحيح وضع مكفوله او اعادته لبلاده وحول تكاليف عودة كل هذا الكم من العمالة افادت المصادر ان المملكة عادة ما تتحمل ذلك واستطردت المصادر ان مثل هذه الحالات تحدث كثيرا مما يربك اعادة المكفول لبلده. المزيد من الصور :