عبر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة عن سعادته البالغة بالبدء في أولى خطوات تصحيح أوضاع الجالية البرماوية في مكةالمكرمة والتي تعد ثمرة من ثمار توجيهات قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- وعنايته بهذه الفئة الغالية التي تستضيفها بلاد الحرمين حيث تقوم حاليًا لجنة وزارية باستكمال إجراءات تصحيح أوضاعهم. وأكد سموه في كلمة ارتجلها بعد رعايته لحفل تسليم أول إقامة نظامية للجالية البرماوية بمكةالمكرمة اهتمام المملكة منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -يرحمه الله - بهذه الجالية ثم سار على نهجه أنجاله الكرام حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي أمر بالمشروع التاريخي العظيم لتصحيح أوضاع الإخوة البرماويين والأحياء العشوائية بمكةالمكرمة. وفى كلمة ارتجلها بهذه المناسبة قال سموه: «إنها لحظة من أجمل لحظات عمري هذه اللحظة التي أرى هذه الجموع الكبيرة من إخواني المسلمين الذين تشرفنا بمجاورتهم في هذا البلد الأصيل طوال سنين عديدة ونحن نأمل ونتطلع إلى اليوم الذي تصح فيه أوضاعهم في بلدهم المملكة العربية السعودية». وأضاف: «في هذه الساعة لا بد أن أتوجه بكلمتي وبمشاعري وبفخري وباعتزازي لقائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله الذي لم يتوانى عندما رفع إليه الأمر وكان هذا هو أول مقترح ومشروع أرفع به لمقامه الكريم بعد تشرفي بمسؤولية خدمة هذه المنطقة إنسانًا ومكانًا.. كان هذا المقترح عن تصحيح أوضاع المقيمين في الأحياء العشوائية ومعالجة وتطوير هذه الأحياء في مكةالمكرمة وأمر يحفظه الله أمره التاريخي بتشكيل لجنة وزارية مهمتها تطوير الأحياء العشوائية ومن أهم عناصرها تصحيح أوضاع الإخوة البرماويين وله الشكر والتقدير على حرصه يحفظه الله على كل ما من شأنه خدمة الإنسان المسلم داخل هذه البلاد وخارجها. وأشار سموه فى كلمة وجهها للمواطنين قائلا: «لكم أن تفخروا بأن مشروع تصحيح أوضاع هذه الفئة من الإخوان المسلمين البرماويين وتصحيح وتطوير ومعالجة أوضاع الأحياء العشوائية هي تجربة فريدة للعالم فهناك الكثير من المشروعات التي تحاول بها دول العالم بقيادة الأممالمتحدة في معالجة أوضاع الأحياء العشوائية وهناك محاولات لم تتعد مستوى كلمة المحاولات أما مشروعكم أيها الإخوة.. في هذه البلاد فهو مشروع معالجة جذرية لهذه الأحياء العشوائية ومن ضمن مميزات هذا المشروع أنه لا يقتصر فقط على إعادة تخطيط وبناء وعمران هذه الأحياء بطريقة عصرية وإنما يعالج مشكلة الإنسان في هذه الأحياء وعندما يتسع هدف المشروع ليعالج مشكلة أكثر من (400) ألف إلى (500) ألف إنسان معالجة إنسانية وصحية واجتماعية وعملية وتحضرية». وأوضح سموه أن المشروع يشمل كل هذه العناصر ويمثل القيم والأخلاق الإسلامية التي يتميز بها إنسان المملكة قيادة وحكومة وشعبًا، مشيرًا الى ان الدولة تكفلت بالمعالجة والتصحيح وبتطوير هذه الأحياء إلى الأفضل وتكفلت أيضا برعاية إنسانها وتأمين الرعاية الصحية له وتعليم شبابها وبناتها وتكفلت أيضا بتدريبهم للعمل وتأهيلهم للعمل وتكفلت أخيرًا وليس آخرًا بإيجاد فرص العمل عن طريق وزارة العمل والشركات العاملة في المنطقة. وقال سموه مخاطبا أبناء الجالية: «لا يتوفر في أي مشروع دولي أو عالمي أو وطني في أي دولة أخرى إلا في دولتكم هذه في شعبكم هذا وتحت قيادتكم هذه فهنيئًا لكم وهنيئًا لقيادتكم بهذا المشروع العظيم وأهنئكم من كل قلبي وأعتز وأفتخر بأني سعودي». وألقى وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخضيري كلمة رحب فيها بسموه وشكره على رعايته لهذا الحفل كما تحدث عن الخطوات التي بدأت بها اللجنة منذ مباشرتها العمل وحتى الآن والإنجازات التي حققتها مشيدًا بما وجدته اللجنة من دعم ومؤازرة من سموه الكريم مما مكنها من أداء أعمالها على أكمل وجه وتذليل الصعوبات التي واجهت سير العمل. بعد ذلك ألقى رئيس الجالية البرماوية بمكةالمكرمة محمد أبو الشمع الأركاني كلمة عبر فيها عن سعادته البالغة وسعادة أبناء الجالية البرماوية كافة بهذا العمل الرائد من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو وزير الداخلية وسمو أمير منطقة مكةالمكرمة والذي يأتي في إطار اهتمام هذه البلاد المباركة بأمور المسلمين عامة والبرماويين خاصة، وقال: إننا اليوم على فجر تاريخي جديد بعد أن اطمأننا على تصحيح أوضاعنا وضمنا الإقامة الدائمة في بلاد الحرمين الشريفين والتي هي مطلب كل واحد منا. وأشاد مدير عام فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكةالمكرمة السفير محمد أحمد طيب في كلمته بهذا الإنجاز العظيم وقال: إن تصحيح أوضاع هذه الجالية كان منذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ثم سار على نهجه أنجاله من الملوك الكرام في ظل اهتمامهم الكبير بأمور الإسلام والمسلمين ولاسيما المضطهدين منهم في بلدانهم، كما أشاد بمتابعة سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، بعد ذلك عرض فيلم وثائقي عن اهتمام المملكة بأوضاع المسلمين في الخارج وخاصة المسلمين البرماويين، كما استعرض الفيلم جهود تصحيح أوضاع الجالية البرماوية بمكةالمكرمة منذ صدور التوجيهات السامية الكريمة بذلك. ثم قام سمو الأمير خالد الفيصل بمشاركة مدير الجوازات بمكةالمكرمة بتسليم أول إقامة نظامية لأحد البرماويين. والتقت «المدينة» بالشاب البرماوي الذي تسلم أول إقامة نظامية من يد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بعد أن تم تصحيح وضعه من قبل اللجنة وقال: إن اسمه محمد محمد علي أبو الخير وأنه من مواليد مكةالمكرمة ويبلغ من العمر 20 عامًا ويدرس في الصف الأول الثانوي بمدرسة خيرية. وقال: «سعادتي لا توصف بأن استلمت هذه الإقامة النظامية من يد سمو سيدي الأمير خالد الفيصل ولا أستطيع أن أعبر عن شعوري لحظة تسليمي على سموه وومباركته لي».