حضر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة اليوم اللقاء المفتوح المعتاد مع الشباب والشابات الذي تنظمه مجموعة الأغر للفكر الاستراتيجي ضمن فعاليات منتدى جدة الاقتصادي 2013م , حيث استمع سموه لتطلعاتهم وطموحاتهم وآمالهم في هذا الحدث العالمي الذي يغلب عليه موضوع "الإسكان والنمو السكاني" , والذي يشارك فيه 50 متحدثاً من الشخصيات السعودية والعالمية المتخصصة في الحقل السياسي والاقتصادي , وأكثر من 3000 شخصية اقتصادية من داخل المملكة وخارجها . وألقى رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة صالح بن عبدالله كامل في مستهل اللقاء كلمة رحب فيها بالأمير خالد الفيصل , مبيناً أن حضور سموه أضفى على المنتدى تألقاً وجمالاً وبهاء . ورفع شكره لسمو أمير منطقة مكةالمكرمة على منح غرفة جدة جائزة مكة للتميز الاقتصادي واعداً بمضي غرفة جدة في الاهتمام والرقي بكل ما من شأنه الإسهام في تطوير الحركة الاقتصادية وتبني برامج التنمية وتطوير المشاريع المختلفة . وأفاد الرئيس التنفيذي لمجموعة الأغر للفكر الاستراتيجي فهد أبو النصر من جهته أن هذا اللقاء الذي تنظمه المجموعة لسمو أمير منطقة مكةالمكرمة مع الشباب والشابات ضمن فعاليات منتدى جدة الاقتصادي لهذا العام يعد نقطة انطلاق لمشروع "الحاوية الفكرية للشباب" في عامه الثاني مبدياً سروره بتناول اللقاء قضايا الإسكان وتطلعات الشباب وآرائهم في هذا الجانب . وبين أن المجموعة سعت لإشراك أكبر شريحة ممكنة من الشباب من خلال توفير أماكن خاصة بهم في المساحات المخصصة للحضور , مفيدا أنه سيتم استقبال الأسئلة والمشاركات عبر استمارات وزعت على الشباب لطرح ما لديهم في هذا المجال . وعرض خلال هذا اللقاء ثمانية من الشباب مبادراتهم المتعلقة بالإسكان وحلولهم لهذه المشكلة وطموحاتهم تجاهها . إثر ذلك استهل سمو أمير منطقة مكةالمكرمة اللقاء بكلمة توجيهية للشباب والفتيات قال فيها " سعيد جداً بهذه اللحظة التي أشترك فيها مع أبنائي وبناتي في الحديث في شؤون وشجون الوطن والمواطن، كما أنني أود أن أسجل في هذه اللحظة اعتزازي بالمستوى العالي، المستوى المبشر بالخير بتضافر فكر أبنائنا ". وأضاف سموه " ما أتحدث به وعن هذه النخبة من أبنائي وبناتي هو الدلالة الواضحة بأننا على الطريق سائرون لم نعد نستعد وإنما مشينا ، نحن في طريقنا إلى العالم الأول، هذه الأفكار التي سمعتها وهذه المشاريع التي تبلورت في هذه العقول الكبيرة بمستواها الثقافي اليانعة بمستواها العمري تجعلني أكثر تفاؤلاً وأكثر حماساً وأكثر إصراراً على المضي في الطريق الذي بدأناه للاستراتيجية التنموية لهذه المنطقة قبل خمس سنوات، لا أود في الحقيقة أن أدخل في تفاصيل كل مقترح من كل شاب وشابة ولكن أود أن أقول للجميع , إنني أكلفكم شخصياً فرداً فرداً بملف لما تقدمتم به من أفكار ومن مشاريع تريدون تحقيقها وأقول لكم بكل أمان أنتم لا تحتاجون إلى قائد أنتم تحتاجون إلى مشارك يخدمكم وأنا ذلك المشارك". ومضى سمو أمير منطقة مكةالمكرمة قائلاً " أنا معكم ولكم ومنكم وسوف أعمل ما في وسعي عن طريقكم أنتم أيها الشباب ومن خلال جمعيتكم , وسعدت أنني وجدت أن بعض من تحدث منكم من بنات وشباب أنك أعضاء بجمعية شباب مكة ، كل ما قدمتموه هو يشكل حلم كل مواطن ، كل ما قدمتموه هو أملنا جميعاً والهدف الذي نريد أن نصل إليه بأفكاركم وبعقولكم وبقدرتكم وبشبابكم وبحماسكم، أما المشاكل التي ستواجهكم وتواجهنا هي نفس المشاكل التي تواجهنا الآن ولا أعتقد أن هناك مشروع أو مجتمع ليس فيه مشاكل يواجهها في التنمية" . وتابع يقول " كل البلاد التي تزخر اليوم بحضارة متقدمة مرت بنفس التجربة ومرت بنفس المشاكل ، بل وكانت أعظم من هذه المشاكل لأنهم في ذلك الوقت لم تتوفر لديهم أسباب المعرفة التي تتوفر اليوم لدينا والتي حققها لنا العلم ، كل ما علينا أن نستخدم هذا العلم المتوفر لدينا والمعرفة التي لم تعد بعيدة عن الإنسان كما كانت في الماضي , نحن نتذكر اجدادنا وقد كانوا يرحلون من هذه البلاد إلى بلاد بعيدة لكي يقرأوا صفحة في كتاب ذُكر لهم ، أما اليوم فبإمكانكم أن تجدوها في ثواني وفي آلة صغيرة في جيوبكم". واستطرد سموه قائلاً " العلم اليوم ميسور في متناول اليد فاستخدموا هذا العلم وهذه المعرفة ، واسمحوا لي أن أقول لكم إن الحضارات لم تكن في جميع أنحاء العالم بجهد الحكومات فقط ولن تقوم لأي مجتمع قائمة إلا بالعمل المشترك وبالأهداف المشتركة ، ونحن ولله الحمد لا ينقصنا شيء إذا استخدمنا كل الإمكانات المتوفرة لنا في هذه البلاد سواء أكانت حكومية أو خاصة والمواطن يسعى دائماً للأفضل ونحن علينا مسؤولية , ولذلك طرحنا شعار الشعور بالمسؤولية واحترام النظام وقد طلبت من جميع المؤسسات بمنطقة مكةالمكرمة أن تعمل على نشر هذه الثقافة في المجتمع" . وشكر سمو الأمير خالد الفيصل الجهات الحكومية والأهلية التي بدأت بالفعل بمقترح يتبنى شعار ملتقى شباب مكة الذي يشارك فيه كل الطلبة والطالبات في التعليم العام والجامعات . واختتم سموه كلمته قائلاً " هذا المقترح لو عملنا في الجهد والوقت سوف لا ينتهي هذا العام إلا باستفادة كبيرة جداً للجميع ، نحن مسؤولون عن مستقبل هذه البلاد، ليس فينا أحد غير مسؤول حتى الذي يجلس في بيته وينتقد إما بالكلمة أو بالكتابة أو بالصورة أو في الإعلام التقليدي أوالحديث ، كل المنتقدين مسؤولين ، نحن جميعاً علينا مسؤولية تجاه ديننا وشعبنا ووطننا , وقبل هذا وذاك تجاه أبنائنا وبناتنا، نحن اليوم نكون المستقبل ونصنع المستقبل لبناتنا وأبنائنا بشراكة معهم ليشاركونا وضع برامج المستقبل ، لا نريد أن نضع لهم برامج لا يستطيعون هم صنعها .. اصنعوا برامجكم ومستقبلكم ونحن معكم ".