رغم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على أهمية الاستفادة من الأوقات واستغلالها الاستغلال الأمثل إلا أن ظاهرة هدر الأوقات لا تزال من الظواهر الواضحة والبينة وبخاصة لدى فئة الشباب، فما الآثار السلبية المترتبة على إهدار الوقت على مستوى الفرد والمجتمع؟ وبماذا يمكن للشباب استغلال أوقاتهم؟ وما العوامل المساعدة للاستغلال الأوقات؟ (الرسالة) استطلعت آراء عدد من المهتمين والتربويين في سياق الاستطلاع التالي: قال أستاذ القرآن وعلومه بكلية الشريعة بالاحساء د. سليمان الحصين أن الوقت نعمة من نعم الله على الإنسان؛ لذلك قال الرسول عليه الصلاة والسلام: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» لأن كثيرًا من الناس يفرط في هاتين النعمتين أو إحداهما، فإذا فقد واحدة منهما عرف قدر هذه النعمة، وكثير من الناس يهدرون أوقاتهم، وإذا امتد بهم العمر عرفوا قيمة هذا الوقت وعظم التقصير فيه. وأشار الحصين إلى أسباب هدر الأوقات، منها: كثرة الملهيات والمشغلات والترفيه في هذا الزمن، كما أشار الحصين إلى الترف وتسببه في هدر كثير من الأوقات وعدم الاعتناء به، وعدم وجود برامج تتبناها الدولة أو المؤسسات الحكومية أو الأهلية، مشددًا على ضرورة إيجاد برامج حقيقية تشغل أوقات الفراغ في الفترة المسائية بحيث يعود عليهم بالنفع. وعن الآثار السلبية لهدر الأوقات أوضح الحصين أنه قد يوقع في المخدرات، كما أن هدر الأوقات قد يجر إلى رفقاء السوء وما يحرضون عليه من انحرافات سلوكية وخلقية وإيذاء الناس، كما أن هدر الأوقات يؤدي إلى هدر الأموال، وألمح الحصين إلى أن هدر الوقت قد يؤدي إلى عقوق الوالدين وقطع الأرحام لأن من يهدر وقته يبقى أسيرًا لرغبته وشهوته ورفقته التي يمضي وقته معها غالبًا. تحمل المسؤولية من جهته أوضح الباحث الشرعي د. عبدالرحمن قاسم أن إهدار الأوقات يعود الأبناء على الإهمال وعدم تحمل المسؤولية، وعدم وجود هدف واضح للنجاح في المستقبل، كما رأى قاسم أن تضييع الإنسان لوقته يتنافى مع حديث النبي عليه الصلاة والسلام: «احرص على ما ينفعك» وبالتالي الذي يهدر وقته تفوته كثير من المصالح، سواء الدنيوية أو الأخروية. وأكد قاسم أن (الوقت هو الحياة)، فكلما ضيع الإنسان شيئًا من وقته فوت حياته في الآخرة، لأنه فضلًا عن تفويته الأعمال الصالحة فإنه حتى الأعمال المباحة يستطيع تحويلها إلى طاعة والتكسب الأخروي من ورائها، كما أن تطوير ذاته بأخذ دورات أو غيرها مما ينفع النفس تصبح عبادة بالنية الحسنة. العوامل المساعدة أما عن العوامل المساعدة لاستغلال الوقت فأكد قاسم على أهمية تثقيف الشباب وتوعيتهم بأهمية الوقت في المناهج الدراسية أو عن طريق الإعلام الذي يلعب دورًا مهمًا في غرس القيم العليا لدى الشباب وتوعيتهم بأهمية أن يكون لهم هدف ورسالة في حياتهم، كما أشار قاسم إلى دور الوالدين وأهمية توجيههم للاعتناء بالوقت وألا يكون همهم توفير الطعام والشراب فقط بل لا بد أن يتعدى ذلك إلى التوجيه والإرشاد لهم، بالإضافة إلى الأصدقاء أصحاب الهمم العالية الذي يؤثرون على أصدقائهم. القدوة أما الأكاديمي والمشرف التربوي بتعليم مكة د. محمد القرشي فأشار إلى أن هدر الأوقات يضيع على الإنسان فرصة تطوير الذات، وخسارة الفرصة، وكما يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»، وأشار القرشي إلى أهمية استغلال الأوقات في برامج تدريبية أو دراسية في مهارات متنوعة ومختلفة، أو تثقيف النفس بالقراءة الحرة. وعن تأثير هدر الأوقات على المجتمع قال القرشي إن عدم استغلال الأوقات يؤدي إلى مشكلات اجتماعية أو انتشار الجرائم في المجتمع أو بعض الظواهر السلبية كالتفحيط والمعاكسات وغيرها، كما أن هدر الأوقات قد يفضي إلى انحرافات سلوكية وخلقية في المجتمع. دراسة: إنتاجية العامل في الاتحاد الأوروبي تقدر ب 8. 5 من عشرة، العربي 2. 5 !! حسب تقارير سابقة للتنافسية العالمية بلغت إنتاجية العامل العربي المركز ال 130 من أصل 131 دولة. كما كشفت إحصائيات إعلامية أن إنتاجية العامل في الاتحاد الأوروبي تقدر ب 8. 5 من عشرة، وإنتاجية العامل في الولاياتالمتحدة تناطح ال 7. 4 من عشرة، كما تسجل إنتاجية العاملين الباكستاني والبنجالي نحو 4. 5، أما العامل العربي فتنحدر إلى نحو 2. 5 من عشرة. وتشير تقارير إلى انخفاض إنتاجية العامل الصناعي العربي من 32% من إنتاجية مثيله في أمريكا الشمالية عام 1960 إلى 19% منها عام 1990، ولا زالت تتدنى. كما يبلغ الناتج المحلي الإجمالي لكل البلدان العربية ما مقداره 531. 2 بليون دولار أمريكي أي أقل من دخل دولة أوروبية واحدة كإسبانيا والبالغ ناتجها المحلي الإجمالي 595. 5 بليون دولار أمريكي المزيد من الصور :