يدلي نحو مليونين ونصف المليون أردني الأربعاء المقبل بأصواتهم لاختيار 150 نائبًا من بين 1518 مرشحًا يخوضون الانتخابات البرلمانية، التي يقاطعها التيار الإسلامي. واتخذت الحكومة الأردنية، جملة من الاجراءات لضمان أمن عملية الاقتراع، حيث أرسلت ثلاثة ألوية عسكرية إلى جنوب البلاد؛ تحسبا لأي صدامات قد تحدث بين العشائر. وسيطرت على الحملات الانتخابية قضية المال السياسي التي شكلت الحكومة فرقًا امنية لاصطياد المرشحين الذين يعرضون شراء اصوات الناخبين، حيث اوقفت نحو 4 مرشحين و15 من انصارهم بتهم استخدام المال السياسي وارتكاب جرائم انتخابية، لكن ما لبثت أن قامت السلطات بتكفيلهم الى ما بعد انتهاء الانتخابات. الانتخابات الاردنية هذه المرة غاب عنها رموز العمل البرلماني وابتعدت عنها الحكومة بعد ان شكل العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، هيئة مستقلة لإدارة الانتخابات، وأوكل رئاستها للدبلوماسي الشهير عبدالاله الخطيب الذي يقود الانتخابات بمعزل عن الحكومة. الخطيب أكد للاردنيين ان الهيئة تعمل باقصى درجات الجدية من اجل ضمان سلامة العملية الانتخابية، وذلك من خلال اعتماد معايير وممارسات تضمن صوت الناخب في الصندوق، وقال: إن الهيئة وعبر التزامها بالتعليمات النظامية للعملية الانتخابية تشعر بأنها اقتربت كثيرا من تطبيق المعايير الدولية المعتمدة في عملية الانتخاب. وأضاف أن مهمته تهدف لإنجاز انتخابات نزيهة تزيل من ذاكرة الناخب عمليات التزوير التي جرت في السابق، مؤكدًا أن الهدف النهائي هو اقناع الناخب بأن الصوت الذي وضعه في الصندوق هو صوته ولم يجر العبث به وتزويره. اللافت في الانتخابات الاردنية هذه المرة هو الهوس الذي اصاب النساء الاردنيات، فقد شهدت جداول المرشحين كثافة غير معهودة في عدد المرشحات في مختلف المناطق، حيث ترشحت للانتخابات 207 سيدات من اصل 1518 مرشحًا وهو الرقم الأعلى في تاريخ البلاد. ولم تخل أي دائرة أو منطقة بما في ذلك بدو الشمال والجنوب والوسط من نساء مرشحات، وهو أمر يحدث لأول مرة، والأكثر غرابة أن عدة نساء من قبيلة او عائلة او عشيرة واحدة يتنافسن على نفس المقعد. وتجرى الانتخابات لأول مرة تحت الرقابة الدولية والعربية والمحلية، حيث سيراقب عملية الاقتراع والفرز نحو 7 آلاف مراقب، فيما سيعمل على تغطيتها نحو 1600 اعلامي وصحفي، وهي انتخابات تجرى لأول مرة بطريقة الربط الالكتروني، حيث ستجرى عملية الإقتراع والفرز الكترونيا، وسيتم فرز النتائج في كل موقع انتخاب، ما يعني أن النتائج لن تستغرق سوى ساعات لاعلانها.