أحيت عدد من فروع جمعية الثقافة والفنون في المملكة يوم المسرح العربي تزامنًا مع الفعاليات الرئيسة التي تحتضنها العاصمة القطرية الدوحة، ففي مدينة جدة تجاوز أعضاء «محترف كيف للفنون المسرحية» الظروف الصعبة ليجتمعوا يوم الأول من أمس بمنزل المشرف العام على المحترف ياسر مدخلي في ليلة يفتحوا عبرها نافذة الوفاء تخليدًا لذكرى فقيدي المسرح العربي في العام المقبل، وتعبيرًا عن وفاء المسرح ونضال رجالاته المستمر في سبيل تقديم خدمة المجتمع التي تعتبر من أهم الركائز التي قامت عليها كيف منذ سبع سنوات. في استهلال الاحتفالية تحدث المشرف العام على المحترف الكاتب والباحث المسرحي ياسر مدخلي قائلًا: إن الواجب ألزمنا على الوفاء لهذه الأسماء التي اجتهدت وخطت بذلها على خشبة المسرح في عدد من الدول العربية وكما يحتفي العالم برموزه فنحن لنا اليوم رموز قدموا لنا أروع آيات العطاء المسرحي ليكونوا قدوة يحتذى بهم في درب المسرح الجاد. أعقب ذلك استعراض لأبرز من فقدتهم الخشبة المسرحية مؤخرًا وأهم أعمالهم وتجاربهم، من بينهم قاسم مطرود ونجم الربيعي وعبدالرزاق سكر من العراق، وجابر قميحة وهناء عبدالفتاح من مصر، وأحمد الطيب العلج من المغرب، ومحمود أرناؤوط وجميل الجودي وعبدالرزاق حمامي من تونس، والريّح عبدالقادر من السودان، وطلحت حمدي من سوريا، وفرانسوا أبو سالم من فلسطين، وعبدالجبار أبو غربية من الأردن، وأسامة العارف من لبنان. كذلك تحدث الفنان زياد السلمي مؤكدًا على أهمية الاحتفاء بأمثال هؤلاء الرجال الذي قدموا لنا تجارب مهمة ونمطًا رصينًا في العمل المسرحي، وهو ما أمّن عليه عضو المحترف سالم شحبل بتأكيده على أن المسرح بحاجة إلى الوفاء خصوصًا في ظل المحاولات الجادة التي بدأت تقل وتنعزل وهذه المناسبة العظيمة أضافت لنا كثيرًا من الإلمام بهذه الأسماء، وعبر سلمان العتيبي أنه قد استفاد من هذه المناسبة الكثير وأن معاناة المسرح العربي وألمه لم يتوقف عند حد العقبات والصعوبات بل كان عام 2012 عام الحزن على فقد هذه الثلة الرائعة من المسرحيين العرب. أما في مدينة الطائف فقد احتضنت قاعة فهد ردة الحارثي احتفال جمعية الثقافة والفنون بيوم المسرح العربي، حيث قدمت العديد من الكلمات ابتدرها مقرر لجنة الفنون المسرحية جمعان الذويبي واصفًا المسرح ب»الأب الروحي للفنون، ومعشوق الجماهير»، فيما قدم المسرحي سامي الزهراني شكره لسمو حاكم إمارة الشارقة الشيخ سلطان القاسمي الرئيس الفخري للهيئة العربية للمسرح ولأمين عام الهيئة إسماعيل عبدالله تجاه ما قدموه للمسرح العربي والمسرحيين مما دفع به نحو النهضة الحالية، ساردًا مقتطفات من كلمة وزيرة الثقافة المغربية سابقًا الفنانة المسرحية ثريا جبران قائلًا: «المسرح أولًا، إيمان بقيم ومُثل فضائل قبل أن يكون نصًا لمؤلف يُخرجه مُخرج، ويلعبه ممثلون وممثلات، وتُكمله اجتهادات التقنيين وعمال الخشبة، المسرح ثقافة واستثمار ثقافي، خيال وتقنية وصناعة حضارية وإنسانية، عاش مسرحنا العربي لمجد الأمة وأفقها وآمالها، عاش أهل المسرح أينما كانوا في الأوطان وفي الشتات صناعًا للجمال رعاة للحرية والحلم والتخيل والفعل الصادق الأمين»، كذلك سرد عضو الجمعية مهند الحارثي أبرز إنجازات لجنة الفنون المسرحية خلال عامها الماضي والتي تمثلت في حصولها على 12 جائزة خلال عام، وعرضها لثمانية عروض مسرحية محليًا ودوليًا، وتقديمها لدورتين تدريبيتين، وتدشينها لمهرجان الشباب المسرحي الأول، ومسابقة مسرح المايم، مشيرًا إلى تكريم المخرج المسرحي أحمد الأحمري بسلطنة عمان بوصفه رائدًا من رواد المسرح بمشوار يزيد على أربعين عامًا. وأعلن بعد ذلك مقرر لجنة الفنون المسرحية عن اختيار اللجنة نجمًا مسرحيًا على مستوى الطائف لموسمها الفائت وهو الممثل حسين سوادي والذي شارك في عدة مسرحيات من خلال التمثيل والمؤثرات الصوتية وتم تكريمه من قبل مدير الجمعية فيصل الخديدي والمخرج أحمد الأحمري، ثم قدمت الجمعية مسرحية «الجثة صفر» من تأليف الكاتب فهد ردة الحارثي وإخراج سامي الزهراني والتي تدور أحداثها حول جثة رجل ملقاة على الرصيف يبحث المحقق من خلال استجوابه للمارة الشهود عن أسباب موته ليتهم المحقق أحد المارة بارتباطه بالجريمة لوجود دليل يربط بينهما وهو «الثقافة» لتصبح بعد ذلك «الثقافة تهمة».