حذرت ورقة علمية من غياب الاهتمام بالبحث العلمي في مجال العمل الخيري وذلك خلال ورقة عمل قدمها الدكتور خالد بن عبدالله السريحي المدير العام للمركز الدولي للأبحاث والدراسات "مداد" بعنوان "آفاق البحث العلمي في العمل الخيري" ضمن ورشة عمل القيادات المعرفية في العمل الخيري وتصميم وتنفيذ المشروعات والبرامج الاجتماعية والتي احتضنتها جامعة أم القرى بالعابدية لمدة يومين ونظمها كرسي البر للخدمات الإنسانية بجامعة أم القرى بالتعاون مع جمعية البر بمكة المكرمة والمركز الدولي للأبحاث والدراسات "مداد" بهدف توظيف أبحاث الدراسات العليا في الجامعات السعودية لتطوير مؤسسات العمل الخيري. حيث أكد د. خالد السريحي أن مركز مداد قام بتتبع الأبحاث والدراسات والكتب المنشورة باللغة العربية في مجال العمل الخيري ووجدها وللأسف قليلة جدًا؛ لا تغطي احتياج العاملين في العمل الخيري ولا مؤسساته، مشيرًا إلى أنه تم حصر أكثر من ستمائة موضوع يتعلق بالعمل الخيري أكثر من ثلثيها لم يؤلف ولم يكتب فيها. وأشار د. السريحي إلى أن تسليط الضوء والعناية بأبحاث العمل الخيري سوف تسهم بإذن الله في تطويره وترشيد مسيرته المستقبلية، مبينًا أن البحث العلمي يعتبر من أهم خصائص العقل المسلم، والذي يجب توظيفه في شتّى مجالات الحياة، والتي من أهمها مجال فعل الخير والإحسان إلى الناس. واستعرض د. السريحي تصنيف مداد الموضوعي للعمل الخيري الذي حدد 9 مجالات رئيسية للعمل الخيري تحتوي على أكثر من 600 رأس موضوع، كما تناول الرسائل الجامعية في العمل الخيري مفيدًا بأنه تم إحصاء 72 رسالة جامعية فقط متعلقة بالعمل الخيري من خلال فهرس مركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات وقاعدة بيانات مكتبة الملك فهد حتى عام 1431 إلى جانب زيارة مكتبات الجامعات السعودية، مبينًا أن عناوين الرسائل غطت 28 موضوعًا من التصنيف وهي العمل التطوعي والعمل الخيري والتربية والخدمة الاجتماعية ومؤسسات العمل الخيري وتقييم أداء مؤسسات العمل الخيري والمرأة والعمل التطوعي والجمعيات النسائية إلى جانب رسالتين أو رسالة في الكوارث، والموارد المالية، والتدريب المهني في الجمعيات، والعاملون في الجمعيات، ومجالس الإدارات في الجمعيات. وتناول د. السريحي آفاق البحث العلمي في العمل الخيري عبر عدة مجالات حيث أكد على أهمية دراسة احتياج المجتمع من المشروعات الخيرية، ودور مؤسسات العمل الخيري في تغطية هذا الاحتياج، مبينًا أن هذه بحوث متعددة تحتاج إلى تضافر في الجهود من لدن الباحثين والمتخصصين إلى جانب أهمية دراسة التأصيل الشرعي لمسائل العمل الخيري، وحكم استثمار أموال المؤسسات والجمعيات الخيرية والضوابط الشرعية للعلاقة بين مؤسسات العمل الخيري والمستفيد والعاملين والمانحين وضوابط التعامل مع المؤسسات غير الإسلامية، وتوضيح وبيان مقاصد الشريعة في تشريع عمل الخير، فضلًا عن دراسة علاقة العمل الخيري ببقية العلوم التي يرتبط بها مثل أثر العمل الخيري في العلاقات الدولية والعمل الخيري والإعلام والآثار الاجتماعية والنفسية للعمل الخيري على جميع فئات المجتمع والعلاقة بين السياسة والعمل الخيري. يشار إلى أن المركز الدولي للأبحاث والدراسات "مداد"، ومقره جدة، أنشئ تلبية للحاجة الماسة لتأسيس مركز بحثي رصين، يقوم على أسس موضوعية ومنهج علمي، ويعتني بدراسات العمل الخيري من كافة جوانبه؛ سعيًا لرصد حجمه، وتقدير آثاره، وتطوير جهوده، وتقويم مساره، وتوجيهه نحو المزيد من العطاء والإنجاز، وقد تبنّت كوكبة من العلماء والأكاديميين ورجال الأعمال المعنيين بمسيرة العمل الخيري فكرة إنشاء المركز؛ ليكون أول مركز بحثي معني بدراسات العمل الخيري.