يبدو أن أقرب الموضوعات لغالبية القراء هي الموضوعات الخفيفة التي لا تُثقل على القارئ فتزيد على همومه اليومية همًا جديدًا. وقد اعتدت قبل فترة زمنية ليست بالقليلة، أن أكتب مقالًا شهريًا لمجلة "عالم الاقتصاد"، وهي مجلة احتفلت في أوائل العام الماضي 2012 بمناسبة مرور 20 عامًا على صدور أول أعدادها في فبراير 1992م. ورغم أن المجلة هي مجلة اقتصادية متخصصة تحمل الكثير من الموضوعات العلمية المتخصصة، فقد اتفقت مع ناشرها ورئيس تحريرها الصديق الدكتور عبدالعزيز بن إسماعيل داغستاني على أن يكون مقالي خفيفًا يبتعد بالقارئ عن الموضوعات الاقتصادية الجافة التي تحملها دفتي غلاف مجلة عالم الاقتصاد. ***** وقد استمر التزامي بالمقال الشهري الخفيف مع مجلة عالم الاقتصاد طوال مدة عضويتي في مجلس الشورى الذي زاملت فيه الدكتور عبدالعزيز داغستاني خلال الدورة الثانية من عمر المجلس (1998-2002م)، ثم انقطعت بعد ذلك أو قبله بقليل بعد سلسلة من المقالات الخفيفة التي كان أبرز المعجبين بها هما أولاد الصديق داغستاني التوأم سعود وراكان. وأستطيع أن أدعي دون مبالغة بأن متابعتهما لمقالي تعدت متابعتهما لمقالات وافتتاحيات والدهما د.عبدالعزيز الاقتصادية الجافة! ***** وأجدها مناسبة هنا أن أعرض لتجربة إصدار مجلة عالم الاقتصاد، وهي تجربة أذكر أنني تناولتها في مقال طريف في المجلة بعنوان: (أصابع الدُغس). وهي تجربة بدأها الصديق الدكتور عبدالعزيز داغستاني بعد تقاعده المبكر في عام 1410ه من عمله كأستاذ مشارك بقسم الاقتصاد بجامعة الملك سعود وتفرغه للعمل الخاص بإنشاء «دار الدراسات الاقتصادية» بالرياض، وإصدار مجلة شهرية اقتصادية صدر العدد الأول منها في شهر فبراير 1992م بموجب ترخيص اتضح أنه وهمي وكاذب كلف الدكتور داغستاني عشرين ألف دولار أمريكي لشخص اتضح أنه نصّاب تراخيص. وكان ذلك بداية التحدي، كما يقول، حصل بعدها على ترخيص حقيقي من قبرص، وبدأت المجلة تأخذ مكانتها في السوق وفي أوساط رجال الأعمال ولكن في الوقت نفسه بدأت التزاماتها تتراكم، وهو ما اضطره إلى بيع سيارته اللكزس لإسكات الدائنين لتنطلق بعدها المجلة والمكتب الاقتصادي ويأخذا وضعهما اللائق في السوق. ***** قد أكون قد ابتعدت عن الموضوع الأصلي وهو الكتابة الخفيفة التي قررت أن تكون ضمن خياراتي القادمة، خاصة وأنني مارستها في مقالاتي لمجلة عالم الاقتصاد، وقبلها في مجلة اليمامة إبان رئاسة تحرير الصديق الدكتور فهد العرابي الحارثي حيث كنت أكتب مقالا أسبوعيًا تحت عنوان: (نافذة).. وهو الاسم الذي احتفظت به لعمودي اليومي فيما بعد. لكن تجربة الدكتور داغستاني تعكس، كما يقول، "رحلة عمر طالما شعرت بحلاوتها لأن العبرة دائمًا بخواتيم الأمور". وهي عبرة للشباب من الجيل الجديد بأن الطريق ليس دائمًا سهلا ودون عقبات.. فطريق النجاح قد يبدأ بهزيمة.. وربما بالعديد من الهزائم. لكن المهم أن نتجاوز الإخفاق وتداعياته وأن ننظر إلى الجانب المُشرق للحياة. * نافذة صغيرة: (الإصرار على النجاح لا يدع مجالًا للفشل، المهم أن تكون مقتنعًا ومؤمنًا بما تعمل، وأن تؤدي عملك بأعلى كفاءة مهنية ممكنة وأن تتوكل على الله، والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا).. عبدالعزيز داغستاني. [email protected]