افتتح مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس ورشة عمل نظم المعلومات الجغرافية التاريخية التي نظمتها جامعة أم القرى بالتعاون مع جامعة هارفارد بجدة أمس وأكد أن عِلم الجغرافيا الذي كانَ الكثيرٌ يظنُّهُ محصورًا في معرفةِ الدُّولِ وحُدودِها وتضاريسِها ومُناخِها ونشاطِها الاقتصاديِّ باتَ اليومَ مُرْتَكَزًا أساسيًا تتقاطعُ معهُ الكثيرُ من العلومِ وغَزَتْ تطبيقاته العديد من مجالاتِ الحياةِ، مستشهدا في ذلك بقيام عالم الطب جون سنو عام 1854 م برسمٍ خارطةٍ جُغرافيةٍ لانتشارِ وباءِ الكوليرا، مما أسهمَ في محاصرتِهِ والقضاءِ عليهِ، مبينًا دور وواجب المؤسسات العلمية الجادة في العناية بهذا العلم الجليل الذي تغَلْغَلَتْ تطبيقاتُهُ في حياتِنا. وقال إن جامعة أم القرى أسَّسَتْ وِحْدَةَ نُظُمِ المعلوماتِ الجغرافيةِ والاستشعارِ عن بُعْد، ومركزَ الابتكارِ التِّقَنيَّ لأنظمةِ المعلوماتِ الجغرافيةِ، لتُسْهِمَ هذهِ الوحداتُ والمراكزُ -من خلالِ قسمِ الجغرافيا- في توظيفِ المعارفِ الجُغرافيةِ لخدمةِ مكةَالمكرمةِ وضيوفِها، وخدمةِ الوطنِ، بل وخدمةِ الإنسانيةِ بشكلٍ عام. وأوضح أن هذهِ الورشةُ العلمية بالتعاونِ مع مركز التحليل الجغرافي بجامعة هارفارد الأمريكية تهدفُ إلى بحثِ أُسُسِ نظامِ المعلوماتِ الجغرافيِّ التاريخيِّ، ومعرفةِ أفضلِ الممارساتِ والتَّجارِبِ العالميةِ لنُظُمِ المعلوماتِ الجغرافيةِ التاريخيةِ، إلى جانبِ حَلْقَةِ نقاشٍ حولَ الفرصِ والتحدياتِ والحلولِ في بناءِ نظامِ المعلوماتِ الجغرافيِّ التاريخيِّ لمكةَالمكرمةِ من خلالِ عَرْضِ الخرائطِ التاريخيةِ والصورِ الجويةِ، وصورِ الأقمارِ الصناعيةِ، وتصميمِ قواعدِ بياناتِ نُظُمِ المعلوماتِ الجغرافيةِ، وتمثيلِ الزَّمَنِ في نُظُمِ المعلوماتِ الجغرافيةِ بالمواقعِ، ووَضْعِ نماذجَ للأشياءِ والأحداثِ التاريخيةِ المرتبطةِ بالزمانِ والمكان. ومن جهته قال وكيل الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي الدكتور نبيل بن عبدالقادر كوشك إن فوز جامعة أم القرى بدعم مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية البالغ 100 مليون لإنشاء مركز الابتكار التقني لأنظمة المعلومات الجغرافية من بين 80 مشروعا مقدمة من الجامعات والمؤسسات العلمية والبحثية يعد انجازا للجامعة للإسهام بدورها من خلال المركز والذي يهدف لتطوير الابتكارات التقنية والبحثية لخدمة القطاعين العام والخاص وقطاع الحج والعمرة ممثلا في ادارتى النقل والحشود. وأشار إلى أن المركز يهدف إلى تطوير التقنيات الجديدة وتحويلها إلى منتجات وابتكارات تخدم قطاعات التقنية في المملكة عموما عبر البحث العلمي والتقني إلى جانب المساهمة في العملية التطويرية والابتكارية لنظم المعلومات الجغرافية التاريخية بشتى مجالاتها المتعددة وتطرقت الجلسة الثانية والتى ترأسها الدكتور خالد الغامدي رئيس قسم الجغرافيا وشارك فيها الدكتور بن لويس كبير الباحثين لنظم المعلومات الجغرافية بجامعة هارفارد الى مشروعات ومصادر نظم المعلومات الجغرافية التاريخية في المدن التاريخية بالإضافة إلى التحديات الفنية والحلول في نظام المعلومات الجغرافية التاريخية في المدن التاريخية وكذلك ادارة مشروعات نظم المعلومات الجغرافية التاريخية. وناقشت ورشة العمل في جلستها الثالثة والتي رأسها الدكتور معراج نواب مراز مشروع خريطة العالم (worldmap) تلتها حلقة نقاش بعنوان الفرص والتحديات لبناء نظم معلومات جغرافية تاريخية لمكةالمكرمة.