وسط ترحيب شعبي مصري غير مسبوق جسد العلاقة القوية بين الشعوب العربية التي تسبق العلاقات الرسمية بخطوات كبيرة، انطلقت مبادرة التآخي بين الشعبين السعودي والمصري حملة لدعم الاقتصاد المصري في المملكة ودول الخليج العربي بعنوان «اشتري من مصر» ودعت المبادرة المواطنين والمقيمين في المملكة ودول الخليج العربي أن يدعموا الاقتصاد المصري وذلك بشراء المنتجات المصرية وتشجيعها. كما دعت لاغتنام الفرصة المتاحة في مصر من خلال التسهيلات التي أطلقتها الحكومة المصرية للاستثمار في مصر، وعرضت المبادرة في بيان لها في القاهرة أمس «الأربعاء» تلقت «المدينة» نسخة منه تقديم خدمات استشارية مجانية في المجال القانوني والتجاري للسائحين والمستثمرين الخليجيين القادمين لمصر، وذلك عن طريق أعضائها المتطوعين في العمل معها. ودعا مقرر المبادرة محمد الرشيد «سعودي» المواطنين السعوديين والخليجيين إلى الحرص على شراء المنتجات المصرية لدعم الاقتصاد المصري وإقالته من كبوته ومساعدته على تجاوز هذه المرحلة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى عزم المبادرة على تنظيم معارض للسلع المصرية في السعودية والخليج. يذكر أن مبادرة التآخي بين الشعبين السعودي والمصري تضم الكثير من المواطنين السعوديين والمصريين من مختلف شرائح المجتمع أكاديميين وكتابا وصحفيين وأعضاء من البرلمان ومرشحين لرئاسة الجمهورية. كما كشف الموقع الرسمي لحزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين عن إطلاق علماء سعوديين لحملة «ادفع دولار» وذلك بهدف دعم الاقتصاد المصري الذي يعيش حالة من الانهيار نتيجة الأخبار التي تم تداولها بشأن تراجع الاحتياطي النقدي والذي ظهرت نتائجه جلية في ظل انخفاض قيمة الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي، من خلال جلب العملة الصعبة لمصر من خلال التبرع بالدولار و بذلك يرتفع الاحتياطي النقدي لمصر. ومن أبرز هؤلاء العلماء الدكتور سلمان بن فهد العودة الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين الذي طالب المصريين المقيمين بالخارج بضرورة دعم الاقتصاد المصري الذي كتب مقالة على موقع «الإسلام اليوم» تحت عنوان «مصري خارج وطنه» ويشارك كذلك في قيادة هذه الحملة الشيخ الداعية الدكتور عائض القرني، ووجه العلماء نداءات لتوجيه تحويلات مالية بالدولار الأمريكي إلى مصر، سواء من جانب المصريين بالخارج، أو غيرهم من العرب والمسلمين، لدعم الاقتصاد المصري، كما طالب الداعية الإسلامي الشيخ خالد البكر المصريين بالخارج بتحويل العملة «الصعبة» الدولار إلى مصر لدعم الاقتصاد المصري بكافة السبل الاقتصادية، قائلًا: في تغريده له عبر «تويتر» «أخي المغترب المصري.. كانوا يقولون لنا قديمًا «ادفع ريالًا تنقذ فلسطينيًا.. وأنا أقول لك اليوم» حول دولارًا تنقذ مصر كلها»، وأطلق الكاتب مهنا الحبيل مبادرة شعبية خليجية لدعم الاقتصاد المصري بالتبرع للمشروعات الخيرية المصرية ولو بدولار، ونشر الحبيل على صفحته على موقع «تويتر» حملة بعنوان «عشانك يا مصر»، كما دعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي إلي ضرورة دعم الاقتصاد المصري، وطالب في تصريحات له كل أطياف المجتمع والمصريين بالخارج خاصة رجال الأعمال الوطنيين المحبين لوطنهم بالتعاون، مشددًا على أن المصريين جميعًا يجب أن يكونوا صفًا واحدًا في معركة البناء من أجل مصر. وأثارت تلك الدعوات بضرورة دعم الاقتصاد المصري اهتمام الكثيرين من خبراء الاقتصاد والمواطنين في مصر، الذين أشادوا بالدور السعودي الكبير في دعم الاقتصاد المصري وتحريك عجلة الاقتصاد وتنمية الموارد من اجل النهوض بالبلاد، حيث أكد الدكتور حمدي عبدالعظيم الخبير الاقتصادي ورئيس أكاديمية السادات للعلوم الإدارية الأسبق أن مبادرات علماء الإسلام ومفكريها بالمملكة بدعم مصر اقتصاديًا ليس بغريب أو بعيد عن دعم المملكة للشعب المصري والوقوف بجانبها منذ قيام الثورة حتى الآن، رغم محاولات البعض زرع «اسافين» في العلاقات بين الجانبين، إلا أن الجميع أيقن لذلك ورفض الشعب المصري وحكومته المساس بتلك العلاقات الممتدة على مدار التاريخ أن تمس بأي سوء. وقال عبدالعظيم ل»المدينة» إن التعاون الجاد بين حكومتي البلدين ورجال الأعمال السعوديين والمصريين يحقق النفع المشترك للبلدين، وأضاف قائلًا: إن القيادة السياسية بالمملكة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حريصة على تقديم الدعم الاقتصادي لمصر، منوهًا الى أن المملكة قدمت أروع الأمثلة في الوقوف إلى جانب مصر في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها بسبب تداعيات ثورة 25 يناير، مؤكدًا أنها الدولة الوحيدة التي ترجمت وعودها إلى أفعال في اتفاقيات بمبالغ ضخمة تم ضخها في شرايين الاقتصاد المصري. وطالب رئيس أكاديمية السادات للعلوم الإدارية الأسبق الجالية المصرية في المملكة على الإقبال على شراء سندات المصري الدولارية وان تقدم النموذج على مستوى الجاليات المصرية في الخارج في حب مصر ودعم الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن فكرة ‹›سندات المصري الدولارية›› نابعة أصلا من الجالية المصرية في المملكة خلال زيارة رئيس وزراء مصر الأسبق دكتور عصام شرف للمملكة.