أكد عدد من علماء وباحثين في اللغة العربية ضرورة إنشاء مجمع يعنى باللغة العربية في المملكة، وعدّوا المخالفات الكثيرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي تطال اللغة أحد الأسباب الداعية لذلك. وتمنوا أن يتبنى مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية هذه البادرة، لا سيما وأنه مركز مهتم بها، وله العديد من المبادرات الدولية الخادمة للغتنا الأصيلة. جاء ذلك في ختام حلقة النقاش التي نظمها مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية التي أقيمت يوم أمس الأول وعلى مدى يومين في الرياض، تحت عنوان «المواقع الحاسوبية الخادمة للغة العربية.. منهجيتها وأسلوب عرضها والعقبات التي تواجهها». حيث ناقش المجتمعون العديد من أوراق العمل، منها المنتديات ومدى خدمتها للغة، وحضور اللغويين وممارساتهم الخادمة للغة في وسائل التواصل الاجتماعي، والمواقع الحاسوبية التي تعنى باللغة العربية، وكيفية التعامل معها وتسويقها. ولم يخف بعض الباحثين المشاركين في الحلقة استياءهم من تراجع المجتمع العربي في تعاطيه مع اللغة العربية، وطالبوا بشحذ الهمم حتى تتحقق قفزة من خلال قرارات وتوصيات تهدف للرقي باللغة واللغويين، فيما عرض البعض تجاربهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي لا تتيح لهم الاستطراد في طرح أفكارهم وبحوثهم، والتي تقيد مستخدميها بعددٍ قليل من الحروف، وكيف أمكنهم الاستفادة منها في تسويق مواقع يقدّمون ويشاركون فيها ببحوث من شأنها خدمة اللغة وتفاصيلها. من جهته أكد أمين عام المركز الدكتور عبدالله الوشمي أنهم فخورون بتنظيم هذا اللقاء الأول من نوعه على المستوى العربي، ويتطلعون للخروج منه بتوصيات مهمة، من ضمنها تكوين قاعدة بيانات بالمواقع الحاسوبية الخادمة للغة، وسن أطر وضوابط لتأسيس مواقع تهتم باللغة العربية، ووضع جائزة تحمل اسم المركز لأفضل تلك المواقع على الشبكة العنكبوتية. وألمح الدكتور الوشمي عن تطلعه لتأسيس مجمع دولي يعنى باللغة العربية، وذو علاقة بالمجاميع القطرية والإقليمية في العراق ومصر، التي نأمل أن يخدمها مجمع المملكة ذو الصفة الدولية. من جهة أخرى جاءت جلسة العمل الأولى من الورشة بعنوان «حوار مفتوح حول المواقع الخادمة للغة العربية.. التنوع والمنهجية» شارك فيها عدد من المتحدثين وأدارها الأمين العام للمركز فيما جاءت الجلسة الثانية بعنوان «المواقع الحاسوبية الخادمة للغة العربية العقبات والتوصيات» تحدث فيها الدكتور عبدالعزيز الحميد وأدارها الدكتور عبدالكريم الزهراني، أما الجلسة الثالثة فحملت نفس العنوان وتحدث فيها الدكتور عبدالرحمن السعيد وأدارتها الدكتورة نوال الحلوة. أما الجلسة الرابعة فكانت بعنوان «وسائل التواصل الاجتماعي العقبات والتوصيات» تحدث فيها الدكتور عبدالرزاق الصاعدي وأدارها يوسف فجال. ، في حين جاءت الجلسة الخامسة بعنوان «الموقع الإلكتروني لمركز الملك عبدالله الدولي للغة العربية» تحدث فيها الدكتور صالح النصار وأدارها محمد التويجري. يذكر أن مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية نظم هذه الحلقة وعدد من الفعاليات، بالتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 18 من ديسمبر من كل عام، بحضور عدد من العلماء والباحثين والمهتمين من داخل المملكة وجميع الدول العربية.