في لقاء «رؤى تشكيلية» الذي أقيم قبل أيام في مقهى «قهوة وكتاب» في الطائف وجمع الفنانين التشكيليين، اتضح أن الفنان التشكيلي في الطائف حائر بين جمعية الثقافة والفنون، ولجنة الفنون التشكيلية فيها، وبين جماعة الفنانين التشكيليين التي تم تشكيلها مؤخرًا. فلم يجد الفنانون من يشير إليهم بأين يقدمون أعمالهم، أو يحتفي بهم وبأعمالهم، وقد تحاور الذين حضروا اللقاء وبثوا همومهم، مع مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالطائف فيصل الخديدي، ورئيس لجنة الفنون بالجمعية الفنان محمد الثقفي، وأيضًا بحضور رئيس جمعية التشكيليين في الطائف عبدالله الشعلان. وبادر الفنان عبدالله الجعيد بالحديث قائلا: هذا الاجتماع هو بوابة لتسليط الضوء على مسار الفنان التشكيلي في الطائف والذي يريد أن يتعلم ممن سبقه، يريد أن يلتقي بالفنانين التشكيليين، ولكن لا حياة لمن تنادي! بينما يرى محمد حلواني أن جمعية الثقافة والفنون بالطائف لم تقدم ما يشفع لها لكي تستقطب الفنانين، ولم نر لها جهدًا يذكر، فأين هي عنا؟! وتمنى الفنان محمد الحارثي أن يسود الفن التشكيلي وفنانوه في الطائف الحب والوئام، وأن نسعى لنبذ الخلاف الشخصي، ونرسم أطرا واحدة نلتقي فيها، ولهذا نتمنى أن يكون هناك أكثر من اجتماع في خدمة الفن التشكيلي. وتساءل منصور الحارثي: أين هوية الفن التشكيلي في الطائف؟! بينما أشاد الفنان طارق الثقفي بدور الجمعية ولكنه تمنى منها أن تحتضن المواهب، وقال عن جمعية التشكيليين الجديدة أنهم لم يسمعوا بها، فبرّر رئيسها الفنان عبدالله الشعلان بأن التقصير هو من أعضاء الجمعية التي ما زالت تبحث عن مقر وليس بها حتى الآن لجنة إعلامية لتقدم ما يصل بصوت الجمعية للفنانين. بينما أوضح مدير جمعية الثقافة والفنون بالطائف فيصل الخديدي أن الجمعية لم تتوان في دعم الفنانين، وهي تفتح أبوابها، ولكن على الفنان ألا يعتمد على الوزارة أو الجمعية أو اللجان التشكيلية، عليه أن يشتغل على نفسه لينمّي مهاراته، عليه أن يلتحق بدورات، عليه أن يسافر من أجل أن ينمّي موهبته، لا أن ينتظر إلى ما ستقدمه له الوزارة أو الجمعيات، فالجمعيات تقدم له ولكن ليس بالقدر الذي يجعله يصل إلى ما يريد. ويضيف الخديدي: أتحدث عن نفسي بأنني سافرت والتحقت بدورات من ذاتي ومن نفسي وأقمت معرضًا على حسابي في بيروت ولم أنتظر الوزارة أو الجمعيات، علينا أن نسعى لإثراء أنفسنا ونتواصل أكثر مع بعض لنقرأ افكار بعضنا ونستفيد من تجارب بعضنا. وعن غياب دور الجمعية، قال: الجمعية لديها أنشطة تجاوزت المحلية ولكن الإقبال عليها ضعيف من التشكيليين رغم أننا لم نبخل في إيصال صوت فعالياتها للجميع من خلال اللجنة الإعلامية في الجمعية، ولكن للأسف الفنانون يبحثون عن المردود المادي قبل أن يتعلموا ويثابروا. ومن جانبه، وافق رئيس لجنة الفنون في جمعية الثقافة والفنون بالطائف محمد الثقفي على ما ذكره الخديدي، وقال: على الفنان التشكيلي أن يعمل ويثابر ويسافر ويقرأ من أجل تنمية موهبته وخلق رؤية ثقافية، وأن يصل بنفسه إلى حيث يريد، واعترف بأن أعماله لا تقارن بأعمال الفنانين التشكيليين في الطائف من حيث المستوى، ولكنه يشارك في تلك المعارض والأنشطة حبًا للطائف ودعمًا للفنانين التشكيليين. وعن إقبال الفنانين على الجمعية ومعارضها، قال: الإقبال قليل ونعترف بأن الأعمال والأسماء مكررة والسبب هو أن ثقافة الفن التشكيلي ما زالت غائبة عن فكر الفنان الذي يبحث عن المادة ويسأل عنها قبل أن يشارك، ولهذا لن يتطور الفنان ما دام بهذه الذهنية والتفكير. وعن وجود لجنة الفنون التشكيلية في جمعية الثقافة والفنون بالطائف، ووجود جمعية التشكيليين، قال الثقفي: هذه فرصة للفنان التشكيلي بأن يشارك هنا وهناك، فكلها في خدمته، ولكننا للأسف نقرأ وجودها من خلال نافذة الخلاف والانقسام، ولا نراها إضافة ونوافذ ومنافذ للإبداع!