اعتبرت صحف خليجية في افتتاحياتها أمس أن «الربيع الخليجي» تأسس بحكمة زعماء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفطنتهم، ورؤيتهم النافذة، وفهمهم العميق لكيفية حكم الناس بالرحمة. وشددت على أهمية قمة المنامة التي تعقد وسط تحديات تحيط بالمنطقة، وقالت صحيفة «الأيام» البحرينية إن قمة قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية تنعقد وسط تحديات شائكة تلم بالمنطقة، وهي تحديات مختلفة وغير مسبوقة، تتطلب رؤية خليجية موحدة ومتماسكة تضع المصلحة العليا لشعوب المنطقة فوق كل اعتبار، وذلك حفاظًا على هذا الكيان الوحيد الذي صمد وتطور رغم كل العواصف التي شهدتها المنطقة، وقالت الصحيفة: في كل مرة تنعقد قمة قادة دول مجلس التعاون، تتسابق الطموحات لدى القاعدة الشعبية في المنطقة لتعبر عن آمالها وتطلعاتها فيما يتعلق بمستقبل دول المجلس وشعوبه، لكن هذه المرة تنعقد دورة المجلس الاعلى والتحديات تقفز من أمامنا وتستدعينا لمواجهتها من خلال بذل المزيد من الجهد والعزم والاصرار على توحيد مواقفنا وصولا الى «الاتحاد» الذي كان قد دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. من جانبها، قالت صحيفة «الوطن» البحرينية إن طموحا كبير يدفع قادة دول مجلس التعاون مع شعوبهم نحو مزيد من التكامل والاندماج المدروس، وهي قناعة باتت راسخة أكثر فأكثر مع تزايد التحديات التي تواجهها المنظومة الخليجية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وأضافت أن هذا الطموح يدفعنا للنظر في متطلبات مشروع «الاتحاد» الذي يحتم على دول مجلس التعاون التركيز سريعًا على إجراءات من شأنها تحقيق المواطنة الخليجية في المستويات السياسية والاقتصادية على الأقل، فما تحقق جيد ولكن المطلوب المزيد من الإجراءات التي تحقق هذه المواطنة المشتركة». وقالت الصحيفة إن مشروع الاتحاد الخليجي ما زال قيد الدراسة، ودعت إلى الإسراع ودعم كافة الدراسات التفصيلية المتعلقة به ليتحقق على أرض الواقع سريعًا، وتنتهي التفاهمات النهائية المطلوبة، وقد تكون القمة الحالية من القمم الأخيرة لمنظومة المجلس في مرحلة التعاون قبل أن تتطور لتكون منظومة اتحادية، وبالتالي فهي فرصة ثمينة لدول المجلس لإنهاء الاستعدادات المتبقية للولوج إلى مرحلة الاتحاد ومن أهمها استكمال متطلبات المواطنة الخليجية. أما صحيفة «الوطن» القطرية، فأكدت أهمية «قمة المنامة» خاصة في ظل التطورات المذهلة التي تشهدها المنطقة العربية إجمالا، على خلفية ثورات الربيع العربي، وأشارت إلى أن إرادة الشعوب ذهبت بقيادات باطشة وجاءت بقيادات جديدة، وأحلام جديدة ومن هنا، فإن المنطقة تتغيّر على الصعيد السياسي، وعلى صعيد الأحلام، وهذا ما لم يفت على فطنة زعماء التعاون، ولم يغب عن رؤيتهم، تلك التي استبقوا بها «الربيع العربي» بما يمكن تسميته ب «الربيع الخليجي».