الأمطار نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى ، فهي علاوة على أنها تحيي الأرض بعد موتها ، إلا أنها أيضا تكشف عورات بعض المشاريع الجديدة !!! ( المسلوقة سلق ) ، وتفضح الأخطاء التي غُض النظر عنها ، وتبيّن مدى ضعف بنيتها التحتية هذا إن كان لها بنية تحتية أصلاً ، سواء كانت هذه المشاريع طرقا أو أنفاقا أو كباري أو مشاريع إسكان ، فقد بلغ بها السوء أنها لم تتحمل قطرات المطر و التي يتراقص الاطفال تحتها يتغنون ( المطر جانا عشّا معزانا ) فمنها ما ( خرّ ) ومنها ما انهار بشكل جزئي ، ومنها ما دُمر بالكامل ... ف( عليه العوض ومنه العوض ) . إن عدم الخوف من الله سبحانه وتعالى ، والضمير الغائب الذي ( ما طرى عليه يرجع )، و الجشع الذي سيطر بشكل كامل على البعض وجعلهم يبحثون عن المال بأي طريقة كانت فالغاية عندهم تبرر الوسيلة ، وعدم المتابعة الجادة من الجهات صاحبة المشروع هي ما أوصلها لهذه الدرجة من السوء، والذي يقهر و يرفع ضغطي وضغطك عزيزي المواطن هو كيف تمت الموافقة على استلام مثل هذه المشاريع، وكيف استلم المقاول شهادة الإنجاز ؟!!! لكن المشكلة في ( كروموسومات ) الفزعة - حسبي الله عليها - والمرتفعة زيادة عن ( اللزوووم ) عند البعض فقد تكون الشركة أو المؤسسة المنفذة للمشروع لقريب كزوجة أو ابن أو أخ أو صديق ( والأقربون أولى بالمعروف ), وقد يكون المسكين أوقع نفسه في فخ ( أطعم الفم تستحي العين ) الذي تجيده بعض الشركات بدرجة الإمتياز حتى يشرب ( الشاي بالياسمين ) . أعتقد أن تسليم المشاريع إلى شركات أجنبية تخاف الله!!! وتخاف على سمعتها عالمياً ومنعها من إعطائها لمقاولين من الباطن، واستحداث جهة حكومية متخصصة بالإشراف على تنفيذ جميع المشاريع الحكومية واستلامها مطابقة للمواصفات والمقاييس ، ومن ثم تسليمها إلى الجهة صاحبة المشروع ، يحدد المسئولية، ويقلل من مثل هذه المشاريع التى نفذت بالنظرية الهندسية القائلة ( طبطب وليّس ... يطلع كويّس ).