كان هناك خلاف بين قَبِيْلَتَيْن، حول (وَسْم) للإبل، استطاعت الجهات الأمنية إنهاءه بعد أن أوقفت لبعض الوقْت شباباً تسلحوا لذلك الخلاف برشّاشَات ومسدسات تحمل ذخيرة حية. حدث هذا في أحد مهرجانات (مَزاين الإِبل) قبل أيام وفقاً لما نشرته صحيفة الشّرق يوم الأربعاء الماضي!! ومع التقدير لكل القبائل ومكانتها، والاحترام الكبير والكامل لموروثاتها؛ لكن بعض المهرجانات الشعبية خرجت عن مسارها المثالي وأهدافها النبيلة في حفظ التراث، لِتصبح ميداناً للكثير من المظاهر السلبية كالإسراف والبذخ والتفاخُر والتّنَابز، والأهمّ إحياء النّعَرَات العُنصرية والقَبَلِيّة؛ التي يُؤجج نِيرانها بعض القنوات الفضائية التي لا همّ لها إلا تحقيق الأرباح عن طريق الرسائل وشَريط الشَّات، وتصوير الفيديوهات الدعائية وعرضها، وكذا يزيد من اشتعالها قصائد وأبيات طائفة من الشعراء الشعْبِيين الباحثين عن الشّرهَات هنا وهناك؛ والنتيجة هَزّ اللُّحْمَة الوطنية، وبَثّ الفتنة حتى وصَل الأمر كما في تلك الحادثة إلى (السِّلاح والذّخِيرة الحية)!! يا جماعة في ظل واقع اليوم وما فيه من أمواج متلاطمة وعواصف متلاحِقَة نحن بحاجة إلى تعزيز الروح والوحدة الوطنية، وإلى توجيه ما يُصْرف فِي وعلى بعض تلك المهرجانات من ملايين إلى مشاريع تنموية تفتح لشباب الوطن أبواب العَمَل، وتُشْعِلُ لفقرائه شموع الأمل. ويبقى ..الشِّعر والنبض الوطني لم يقل: (وَسْمٌ أو وشْمٌ على إِبِلِي)؛ بل ردّد: وَشْم على سَاعِدي نَقْشٌ على بَدَنِي وفي الفُؤاد، وفي العَيْنَيِن يا وطَنِي [email protected]