عرضت لجنة تجّار الأقمشة والملابس الجاهزة بغرفة جدة رغبتها صيانة القطعة التي أهدتها المملكة من كسوة الكعبة المشرفة عام 1982م، ولا زالت معروضة في مقر الأممالمتحدة بأمريكا، مشيرةً إلى أنّ اللجنة على استعداد للتعاون مع مصنع كسوة الكعبة الذي يتميز بالكفاءات وبالأيدي الماهرة المتخصصة في الحياكة، مشيرًا إلى رغبة اللجنة في تدريب وتأهيل الموظفين الجدد عبر تبني البرامج والأنشطة التي تطرحها الجهتان بالإضافة إلى تبادل الخبرات والاستفادة من القدرات المتوفرة في اللجنة وفي المصنع. وكشف رئيس لجنة تجار الأقمشة والملابس الجاهزة بغرفة جدة محمد الثابتي عن استعداد اللجنة لتوفير كافة الآلات والمعدات بالإضافة إلى خامات الأقمشة وغيرها من الخدمات التي تضطلع بها اللجنة وأعضاؤها، بالإضافة إلى المساهمة تقديم عروضهم لتبني المشروعات وإبرام العقود في سبيل تبادل الرؤى والتوسع في الانتاج وكذلك المشاركة في صيانة قطع الكسوة التي يتم إهداؤها على جهات مختلفة، ومقدّمًا استعداد اللجنة لصيانة القطعة التي أهدتها المملكة لمقر الأممالمتحدة في أمريكا منذ ثلاثة عقود، مبينًا أن عراقة المصنع وامتداده إلى عقود وتتابع أبرز وأمهر المختصين في الحياكة والتطريز وفنون الخط ساهمت في جودة وتميز كسوة الكعبة عن سواها. من جهته ذكر أحمد باعنتر مدير العلاقات العامة بمصنع الكسوة أن المصنع مكون من 6 أقسام، وهي: قسم المصبغة حيث يتم إزالة جميع المواد العالقة بخيوط الحرير الخام (سرسين) بواسطة أحواض ساخنة، ومواد كيميائية خاصة مخلوطة وموزونة بنسب مئوية ثابتة، وقسم المختبر الذي يقوم بإجراء الاختبارات المتنوعة والمختلفة مثل الشد والمقاومة والاحتكاك لخيوط الحرير والقطن وقماش الكسوة من أجل التأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية المطلوبة، وكذلك قسم النسيج الذي شهد تطورًا بشكل ملحوظ حيث تحولت عملية الصناعة اليدوية التقليدية الممثلة في تفريغ مكرات الخيوط وتحويلها إلى شلل لسهولة صبغها باللون المطلوب ومن ثم إعادة لفها يدويًا على مكرات لاستخدامها في حشوات الآيات القرآنية المقصبة داخليًا وأصبحت تستخدم لها آليات ومكائن حديثة لعمل نسيج الكسوة بعدد 9968 فتلة للمتر الواحد، إضافة إلى عمل قماش سادة بعدد 10250 فتلة خاص بحزام الكسوة حسب المطلوب كمًّا ونوعًا وشكلًا، وقسم الطباعة الذي يتم فيه تجهيز الشبلونات حيث يتم شد المناسج وخياطة القماش الأسود الذي يتم طباعة الآيات القرآنية عليه بواسطة استخدام (الشاشة الحريرية) مع الحبر الأبيض والأصفر إلى جانب طباعة الأعلام بمقاساتها وشعاراتها، حيث يتم كل ذلك باستخدام الحاسبات الآلية والطابعات، وأضاف باعنتر أن قسم التطريز يشمل الحزام والتطريز المذهب والمشغول بالفضة على جميع الحروف والآيات القرآنية المطبوعة على القماش الأسود حيث يقوم بعمل الغرز اللازمة والحشو والقبقبة باستخدام الأسلاك الفضية والمطلية بالذهب، مشيرًا إلى أنّ القطع المطرزة الموجودة على الكعبة المشرفة عبارة عن قناديل عددها 12 وعدد سورة الإخلاص4 (الصمدية) وعدد 16 قطعة لحزام الكعبة وعدد 6 قطع ما تحت الحزام بمختلف الأحجام، إضافة إلى الستارة الخارجية لباب الكعبة وقطعة إهداء خادم الحرمين الشريفين، مشيرًا إلى أن خياطة الكسوة تأتي بعد إنتاج قطع الكسوة المختلفة والانتهاء من تطريزها حيث يتم تفصيلها وخياطتها وتوصيلها مع بعضها البعض باستخدام ماكينة خياطة خاصة بهذا الغرض، مع مراعاة تثبيت العرى والقطع المطرزة للحزام وماتحته والقناديل الخاصة بكل جانب من جوانب الكعبة المشرفة الأربعة، بالإضافة إلى ستارة الكعبة ليتكامل شكل الكسوة الخارجي كما هو ظاهر للجميع. وأبان باعنتر أن كمية الحرير التي تستخدم في صناعة الكسوة تقدر ب680 كيلو جرام، حيث يبلغ ارتفاع كسوة الكعبة نحو 14 مترًا، ومقاس عرض قماش الكسوة من جهة الركنين 10.78 متر، ومقاس عرض قماش الكسوة من جهة الملتزم 12.50 متر ، ومقاس عرض قماش الكسوة من جهة الحجر 10.50، ومقاس عرض قماش الكسوة من جهة باب إبراهيم 13 مترًا، وتغير كسوة الكعبة في اليوم التاسع من ذي الحجة من كل عام هجري.