من المعلوم أن الإفطار الصباحي وجبة رئيسية ومهمة، يترتب عليها نشاط الإنسان طوال يومه، وثمة نصائح طبية كثيرة تحض الجميع على ضرورة الاعتناء بوجبة الصباح، واختيار أصناف الطعام المناسبة لها. ومن الفئات التي لا غنى لها عن إفطار متكامل، في وقت محدد، طلاب وطالبات المدارس؛ كونهم في طور النمو، وفي مرحلة بناء جسمي تتطلب غذاء صحيا متوازنا يشتمل على كافة العناصر التي يحتاجها الجسم بشكل يومي، هذا إلى جانب أن ما يتناوله الطلبة من طعام له دور مؤثر على تحصيلهم الدراسي؛ إذ يمدهم بالطاقة والحيوية التي تمكنهم من الاستيعاب، والتفاعل مع ما يتلقونه من معارف. ولأن غالبية الطلاب والطالبات لدينا يغدون إلى مدارسهم خماصا معتمدين على ما يتوفرفي المقاصف المدرسية من غذاء، فإن هذا الواقع يحتم حصول الدارس على وجبة غذائية توائم المرحلة العمرية، وتمنحه النشاط البدني والعقلي حتى يظل متقد الذهن، مستعدا لتقبل العلم، بعيدا عن الخمول والكسل خلال حصصه الدراسية. لكن مع كل هذه الأهمية البالغة لا يزال حال المقصف في معظم المدارس يراوح مكانه القديم، وما يقدمه لمرتاديه لا يسمن ولا يغني من جوع. فالقيمة الغذائية فقيرة، والسعرات الحرارية عالية لها العديد من المشاكل الصحية الخطيرة. إن المدرسة تحتضن طلابها لمدة تتجاوز نصف النهار، وهذه الساعات وما يتخللها من نشاطات ذهنية وبدنية على حد سواء تجعل التلميذ ذكرا كان أم أنثى يلتهم ما تقع عيناه عليه في المقصف، وعندئذ لا فرق بين مأكول جيد وآخر رديء، كلاهما قابل للأكل تحت تأثير الجوع وتدني الطاقة. وهنا نقول: أما آن الأوان لوزارة التربية والتعليم لأن تُولي هذه المشكلة القديمة الجديدة اهتماما خاصا يتمخض عنه توفر مأكولات ومشروبات صحية متنوعة تدحض العشوائية السائدة فيما يتناوله الطلبة من وجبات. وفي هذا الصدد لابد من الإشارة إلى أن البيئة المدرسية يفترض أن تكون نموذجا يحتذى، تُرسخ لدى النشء العادات والقيم الصحيحة، بما في ذلك تعويد الأجيال الصاعدة على الأنماط الغذائية السليمة. م/ عايض الميلبي-ينبع