وزير الشؤون الإسلامية يلتقي وجهاء وأعيان منطقة القصيم    أمير القصيم يرعى حفل تخريج 12 ألف طالب وطالبة من جامعة القصيم    «الصناعة»: تخصيص 3 مجمعات للأنشطة التعدينية بالمدينة والشرقية    نائب أمير تبوك يطلع على تقرير لأعمال البريد السعودي بالمنطقة    الذهب يرتفع فوق 2903 دولارات    "ريف السعودية" يختتم فعالية "شتانا ريفي" في 5 مناطق وسط إقبالٍ كبير تجاوز 25 ألف زائر    انتهاء الاجتماع الأميركي الروسي في الرياض    مستشار بوتين: المحادثات الروسية الأمريكية اختتمت وكانت ناجحة    السيسي يزور السعودية.. الخميس    الأمير عبدالعزيز بن سعود ووزير الداخلية المغربي يبحثان سبل تعزيز التعاون الثنائي الأمني    20 مهندساً ينهون تدريبهم في دورة "تدقيق سلامة الطرق "لكرسي أرامكو للسلامة المرورية    وزير الموارد البشرية يُكرّم الفائزين بجائزة الأميرة صيتة في دورتها ال 12    نائب أمير الرياض يؤدي الصلاة على والدة سعد آل خاطر    الانسحاب المشروط.. إسرائيل تبقى في منطقة عازلة جنوب لبنان    تشكيل الهلال المتوقع أمام الوصل    القبض على 3 وافدين لممارستهم الدعارة بالقصيم    قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 20 فلسطينيًا من الضفة الغربية    الهيئة السعودية للسياحة والخطوط السعودية للشحن توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز التكامل بين القطاعين السياحي واللوجستي    انقلاب طائرة ركاب أمريكية أثناء هبوطها بمطار تورونتو    نقل مقر الأمم المتحدة إلى دولة تحترم القانون الدولي    مجموعة فقيه للرعاية الصحية تحصد جائزة أفضل طرح عام أولي في السعودية لعام 2025    ندوة لإطلاق تقرير "حالة تعليم اللُّغة العربيَّة في العالم" بالتعاون مع الإيسيسكو    "زين السعودية" تحقق أعلى إيرادات بلغت 10.4 مليار ريال وتوصي بتوزيع أرباح على مساهميها للسنة الثالثة على التوالي    «الشؤون الدينية»: زيارة المسجد النبوي وقبر الرسول مفتوحة.. الروضة بموعد «نسك»    معرض جازان للكتاب يختتم فعالياته    برعاية وزير الداخلية وحضور مساعده.. تخريج كفاءات نسائية بكلية الملك فهد الأمنية    تدشين القوة الخاصة للأمن البيئي بمحمية عروق بني معارض    أمطار رعدية على معظم مناطق المملكة حتى الخميس المقبل    «القاتل الصامت» يحصد ضحايا جدداً في الأردن    شرطي يرتدي زي حيوان قارض لضبط مجرم    تأجيل القمة العربية الطارئة في مصر    في الجولة الأخيرة خليجياً.. الاتفاق يواجه القادسية الكويتي بالدمام    الكرة "السعودية" ودوري المحترفين الأجانب    ثنائيات فنية تتنافس في دراما رمضان    إعادة بناء وجه «مصاصة دماء» بولندية    في إياب ملحق دوري أبطال أوروبا.. بايرن لتأكيد تفوقه.. وميلان يأمل بتفادي الخروج    وزير الشؤون الإسلامية يوجه بفرش جامع حجيلان بن حمد بالسجاد الفاخر    الحياة ببطء    «الصحة»: 3 أسباب رئيسة لسرطان الأطفال    الداير.. 38 عاماً وعقبة «الرقيل» عصية على الحل    ثقة دولية بالسياسة السعودية    البديوي: عدد السياح الدوليين القادمين إلى دول مجلس التعاون بلغ 68.1 مليون سائح حتى عام 2023    الفعر يستعرض رحلته إلى قمة كيليمانجارو في «أدبي الطائف»    جيسوس: سأريح الأساسيين.. وميتروفيتش لم يجهز    حرس الحدود بالقنفذة ينقذ 5 مقيمين بعد جنوح واسطتهم البحرية في عرض البحر    الاعتراض على قيمة النفقة حق للوالدين    تحدي ديزايناثون يحقق رقما قياسيا عالميا في الرياض    سعودية تعيد إحياء حرفة شارفت على الاندثار    أدوية باركنسون تنقص الحديد    الأمن القومي يقيد استخدامات DeepSeek    الزميل الحربي.. ينجو وأسرته من حريق بمنزله    كاراسكو يحيّر الشبابيين    الأهلي نُحِر    الأخطاء الشائعة عند ارتفاع ضغط الدم    اللصقات الغذائية بين الفعالية والتسويق    "الشؤون الدينية" تدشن الخطة التشغيلية لشهر رمضان    المفتي ونائبه يتسلّمان تقرير فرع عسير    محافظ المهد يستقبل أمير منطقة المدينة المنورة خلال زيارته التفقدية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حدثني صديق!
من حقك تجنب ما قد يفسد صفاء الذهن والركون إلى راحة البال.. ولكن؛ لتعلم أن اتكاءك على الغير سيُكلِّفك الكثير على المدى الطويل
نشر في المدينة يوم 06 - 12 - 2012

حدثني صديق متفائل جدًا ومتشائم للغاية.. مصدر التفاؤل أنه يجزم بأن الأمور ستسير إلى الأحسن في القريب العاجل.. ومصدر التشاؤم لديه أن أشياء كثيرة تسير ببطء والانتظار قد يطول. قلت له: مهلًا يا رفيقي.. إما أن تكون متفائلًا.. أو عكس ذلك.. ولكن الإصرار على الاثنين في آنٍ واحد لا يفيدك؛ ولا يقنع مُحدّثك. قال: يا عزيزي مصدر التفاؤل أن الشباب هم الذين سيحسّنون وضع مجتمعنا، ولهذا تجدني على الدوام متفائلًا، ما دام هناك جيل جديد سيتولى زمام الأمور بسلوكيات إدارية مختلفة عن سلوكيات آبائهم.. وأما التشاؤم فمصدره أن وتيرة التَّقدُّم الذي نتمنّاه تسير سير السلحفاة.. وأنا وأنت في سن متقدم جدًا، وقد لا يُحالفنا الحظ لمشاهدة الجيل الجديد وهو في عز عنفوانه وقمة شموخ إنجازاته. وما كان مني إلا أن تنفست الصعداء وقلت له: الحمد لله أن هناك من سيكون أفضل في المستقبل على كل التقاطعات التي تهمنا في الوقت الراهن، لأن ذلك يعني أن جهودنا لم تذهب سُدى، وأن البذور التي وُضعت في الأرض الخصبة لم تذهب أدراج الرياح.. بل إنها ستنبت سنابل صالحة لأن تكون بذور حقول المستقبل، ويعم الخير والفرح والسرور أرجاء الوطن الغالي علينا جميعًا، أليس الأمر كذلك؟! استوقفني وقال: مهلًا.. أنت الآن أصبحت متفائلًا أكثر مني.. لماذا؟! هل اقتنعت برأيي، أم لديك تصور آخر؟! قلت: بين وبين.. ولكن تصوري أن الحياة مثل العجلة التي تسير إلى الأمام، فاليوم غير الأمس، وغدًا غير اليوم... وهكذا تسير الأمور، ولهذا أنا متفائل، ولكنني أردت معارضتك في أن تكون الاثنين في نفس الوقت، تفاؤل وتشاؤم في آنٍ واحد!
رجعت لصاحبي بجدية وقلت له: تعالَ نضع قائمة مكوّنة من عمودين، أحدهما سلبي والآخر إيجابي، ونُقيِّم كيف تسير الأمور، حتى نشارك الجيل القادم في مشروع التغلب على عبثية التكرار، لأن في ذلك هدرًا للوقت والمال، وتعطيلًا للإنجاز.. قال: فليكن! وما الغرض من وراء ذلك؟! فأجبته بأن الغرض من مطلبي توضيح بعض النقاط التي هي موضع خلاف بيننا في وجهات النظر، ولكنه استدرك وقال: بعض الأمور أهم من بعض، والأولويات تحددها الاستراتيجية العامة التي لم تذكرها بعد. قلت له أحسنت، ولكن الاستراتيجية تحتاج إلى معطيات، والجدول الذي سنضعه سيكشف لنا كيف ستكون معالم الاستراتيجية.. واستدركت وقلت: بالمناسبة الاستراتيجيات بصفة عامة تحددها تطلعات الأجيال وطموحاتهم، ومدى إصرارهم وتفاؤلهم.. جيلنا كان يهتم بتحسين أحواله المعيشية من خلال الوظيفة والتعليم والادخار والاجتهاد الحثيث في كل عمل يوكل إليه.. وبعد أن وصلنا إلى هنا.. ألا ترى بأن جيل الغد سيكون له تطلعات مختلفة بالكامل وسيكون أكثر مرونة وأسرع وسيلة ودقة تمكنه من تغيير مسار استراتيجياته بشكل آني خلاف ما تعودنا عليه؟! أجاب قائلا: أتفق معك ولكنهم ليسوا أصلب عودًا منّا لأننا عانينا حتى وصلنا إلى هنا!
وبعد هذا الحوار اتفقنا على تلخيص ما قلناه حتى نستفيد ونفيد من فحواه. عفوًا أيها القارئ.. هذه خواطر دارت في حديث بين صديقين متفقين ومختلفين في نفس الوقت. متفقان على أن وضعنا بحاجة إلى تحسين، ومختلفان في وسائل التحسين.. وأنت أصبحت جزءًا من الحوار بمجرد قراءتك لما ورد أعلاه. فإن شاركتنا في ذلك فأنت قارئ طموح.. وإن تجنّبت عناء التفكير، فبالك أريح من بالنا.. ومن حقك تجنب ما قد يُفسد صفاء الذهن والركون إلى راحة البال.. ولكن؛ لتعلم أن اتكاءك على الغير سيُكلِّفك الكثير على المدى الطويل.. فكِّر جيّدًا في هذا الحوار، وشكّل رأيك كما تشاء، ولكن إيَّاك أن تتجاهل إشارات المرور.. وألوان الطيف.. لكي لا ترى الأخضر أحمر.. أو عكس ذلك.. والله من وراء القصد.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.