أغنية (خمرة الحب) للفنان صباح فخري، هي من أجمل الأغاني.. والمعاني التي تجذبني للاستماع إليها دون ملل. والأغنية هي من تأليف صباح فخري نفسه، وتلحين عدنان أبوالشامات، الموسيقار السوري الدمشقي المعروف، ويُقال إنها من تلحين صباح فخري نفسه.. لا أعلم. وتقول كلمات الأغنية: خمرة الحب اسقنيها أما قلبي تنسنيه عيشة لا حب فيها جدول لا ماء فيه ربة الوجه الصبوح أنت عنوان الأمل اسكري باللثم روحي خمرة الروح القبل إن تجودي فصليني أسوة بالعاشقين أو تضني فاندبيني في ظلال الياسمين **** كلمات جميلة، وصوت قوي يُعبّر عنها، لا يسع مَن يستمع إليه إلاّ ويعشقها، ويردد كلماتها، بل وربما يصل بالبعض الطرب والانتشاء لترديدها، والتمايل مع صباح فخري حين يؤدّي هذه الأغنية الجميلة. فإذا كان كثيرون يعجبون بأغنيته المشهورة (يا مال الشام)، التي رسّخ فيها الصوت الحلبي النادر الشام لازمة في حفلاته كلها، ممّا جعل هذه الأغنية واسطة عقد حفلاته، إلاّ أن أغنية (خمرة الحب اسقنيها) جاءت في وقت متأخر لتشابكها، وليغنيها صباح في كل مرة بشكل مختلف، تتلون بلون الحفل والجمهور.. وهذا هو رابط الأغنية: http://www.youtube.com/watch?v=PA0XofIlYZY **** ولقد ظلت هذه نظرتي للأغنية ولحنها حتى وقت قريب، حين كنت أستمع إليها مع صديق سمعت منه رأيًا مختلفًا حول أداء هذه الأغنية ولحنها، وإن لم يخالفني في جمال كلماتها، وهو الصديق المخرج المصري مدحت السباعي، الذي أخرج كثيرًا من الأفلام الرائعة، ومنها فيلما (الستات) من بطولة محمود ياسين، و(العميل رقم 13) من بطولة الفنان محمد صبحي، وهما فيلمان لا أملُّ من مشاهدتهما.. من بين أفلام أخرى كثيرة للمخرج الكبير. فقد رأى الأستاذ مدحت السباعي أن لحن الأغنية هو أقرب إلى لحن أغنية وطنية تثير الحماس، أكثر منها إثارة لمشاعر الحب والوجدان. **** رأي الصديق مدحت السباعي، رغم ذلك لم يُغيِّر رأيي الخاص، أو درجة تذوقي لأغنية (خمرة الحب)، أو للحنها المتميّز. فصباح فخري -رغم تعديه السبعين بسنوات- مازال يُمثل ظاهرة منفردة في الغناء العربي المعاصر. وهو يعتبر اليوم من الذين حملوا لواء الحفاظ على الأغنية العربية التراثية والأصيلة، وتطويرها ونشرها، وهو المطرب العربي الوحيد الذي دخل موسوعة جينس للأرقام القياسية عام 1968، حين استمر يغني من العاشرة ليلاً حتى الثامنة صباحًا دون توقف أو انقطاع، في حفل فني أقيم له في العاصمة الفنزولية كراكاس. وأغاني صباح فخري، ما زالت الأكثر انتشارًا في مواقع الإنترنت الرقمي، وما زالت الجسر الأكثر عبورًا بين أجيال المستمعين العرب شيوخًا وشبابًا، وما زالت تشكّل وسامًا كبيرًا في عالم الغناء العربي. * نافذة صغيرة: (ومن مذهبي حبُّ الديارِ لأهلها وللناس فيا يعشقون مذاهبُ) أبو فراس الحمداني [email protected]