لم يحلم سكان قرى مركز مغينية الواقع شرق رابغ ب 30 كلم أن البساط الأخضر الذي تتكئ عليه قريتهم الوادعة سيحولها الى قبلة سياحية جديدة ومقصد سياحي جاذب للزائرين، من مختلف مناطق المملكة وذلك على الرغم من محدودية وشبه انعدام الخدمات فيها، واليوم تمثل تلك القرى لوحة طبيعية جميلة تتنوع تضاريسها بين الاراضي السهلية التي تكتنفها التلال وتخترقها أودية وشعاب وتكتسي بغطاء نباتي دائم الخضرة أبرز أشجاره الدوم والسمر والمرخ وتتميز قشرتها الأرضية بوجود طبقة من الرمال الذهبية النظيفة التي لا تلتصق بالملابس ولا تتطاير مع الهواء. وبعد أن تقطع حوالي 25 كلم من رابغ يطل عليك عدد من قرى مركز مغينية ابتداء من تمايا والشرا ومن بعدها مغينية المركز تقف بزهو وشموخ أمام الزائرين وهي تعانق الجبال وتتكئ على التلال وتفترش بساطًا أخضر تكتسي به بطون الأودية وسفوح الجبال والوهاد. وتشير الشواهد إلى توافد أعداد السياح وهواة البر مما جعل السياحة نشاطا بارزا في القرية ترتب عليه حدوث تغيير في المحلات التجارية وعمل نحو توفير متطلبات الزوار ومستلزمات رحلاتهم وارتفعت نسبة المبيعات في المحال التجارية ومحطات الوقود بنسبة 500 % خلال عطلة الاسبوع كما انتعشت مبيعات الاغنام والحطب بنسبة 300 % وتمثل الرحبة والمندسة وسهل تمايا أهم المناطق الجاذبة للسياح فيها. وساهم تنفيذ عدد من مشروعات البنى التحتية في السنوات الاخيرة في مجالات المياه مثل سد رابغ والطرق الداخلية في زيادة تدفق الحركة السياحية نحو هذه القرى الوادعة ومكنهم من التنقل بين أريافها والانتشار فيها واليوم أخرجتها شهرة ربيعها ذي البساط الاخضر وكرم أهلها من حالة العزلة التي عاشتها بحكم موقعها الطبيعي وجعلتها حاضرة اليوم ولأول مرة في أجندة السياح من جميع مناطق المملكة. «المدينة» زارت القرية والتقت عددًا من الزائرين فيها.. أحمد المحمدي يقول: قنوات التواصل الالكتروني طالعتنا بالعديد من الصور والمشاهد للقرية التي تظهر جمال وسحر الطبيعة فقررنا التوجه نحوها وقضينا ثلاثة أيام فيها ومنذ أن تجاوزنا رابغ بحوالي 30 كلم والمنطقة فجأة يتبدل غطاؤها الفقير برداء أخضر ساحر وجميل وعلى طول الطريق حتى مغينية ونحن نشاهد لوحات فنية طبيعية جميلة من أودية وتلال وأشكال صخرية وغنى وتنوع نباتي يدخل السرور والمرح في النفس وأكمل الحديث سلطان المحمدي أنه فوجئ ومن معه باعتدال المناخ ونقاء التربة وصفاء الأجواء فضلا عن سحر الطبيعة. عيسى وعبدالله البلادي ذكرا أن ما تشهده مغينية يعد منعطفا مهما في تاريخ القرية فتوافد السياح بأعداد ضخمة ومكوثهم على ارضها لايام لم يكن معروفًا ولا معهودًا منذ قبل واليوم بدأ يبرز على السطح نشاط اقتصادي جديد هو النشاط السياحي فالقرية من اليوم وصاعدا رسخت اسمها على الخارطة السياحية في المملكة وحري بالمعنيين بالقطاع السياحي أن يعدوا برامج من شأنها تحقيق المزيد من التوهج السياحي في المنطقة وقال سعد المصري صاحب مخبز ومحل تجاري: ارتفعت نسبة المبيعات بشكل كبير وارتفع مستوى الدخل الى أكثر من عشر مرات على ماهو عليه في السابق وأصبحنا نعمل حتى ساعات متأخرة من الليل وقد عملنا على توفير كل ما يحتاجه السياح وسنعمل من هنا وصاعدا الى إيجاد مستلزمات الرحلات. وأكد الزائر عابد المحمدي الذي قطع 360 كلم بعائلته من أجل قضاء وقت بهذه المنطقة الجميلة مؤكدًا أن تكثيف التواجد الامني بات ضرورة ملحة فالشارع متكدس بالسيارات وهناك سيارة أمنية تجوب الطريق الا أن البلدية مطالبة بتنظيف المنطقة ورفع ما بها من نفايات ومخلفات بفرق مؤقتة فموسم السياحة هناك عند توالي سقوط الامطار فقط كما أن الدفاع المدني والهلال الاحمر والمركز الصحي يجب أن يمدد دوامه الخميس والجمعة هو الاخر مطالب بالتواجد فالكثافة العددية للسياح تستحق أن يكون هناك تواجد من تلك الجهات وأقدم تحية خاصة لابناء المنطقة واهلها على حسن تفهمهم لطبيعة ووضعية السياح والسماح لهم بالمكوث في مزارعهم والاجابة على استفساراتهم وانا أتوقع أن الأعداد ستتضاعف خلال الاسابيع القادمة فالمنطقة ذاع صيتها وزادت شهرتها، ونود من أصحاب المحلات توفير كل الاحتياجات الغذائية والمستلزمات الخاصة بالزيارات البرية.