ذوو الاحتياجات الخاصة جزء لا يتجزأ من مجتمعنا ومراعاتهم وملامسة احتياجاتهم واجب ديني اولا، ووطني واجتماعي ثانياً.. كما أن احترامهم وتوفير الدعم المعنوي والمادي لهم دليل على تطلع مجتمع واع.. لا ننكر دور الجهات المختصة في توفير المعاهد التي تهتم بشؤونهم، وكذلك من توفير الدعم المادي لهم، ولكن هناك دور آخر مهم أيضاً وهو الدعم المعنوي.. وقد يشكل على الكثير منّا مصطلح الدعم المعنوي، فالدعم المعنوي نحتاج إليه جميعا لدعم مسيرتنا، ودفع عجلة تقدمنا إلى مزيد من العطاء.. ولكن.. هذه الفئة تحتاجه بكميات مضاعفة، وكما ألاحظ في مجتمعنا قل الإدراك والوعي لهذا الجانب، وأيضاً قلّ من يُدرك الفروقات اللفظية والعقلية التي تمكننا من تهذيب أنفسنا وتثقيفها وترويضها للتعامل مع هذه الفئة وإشعارهم بالقرب والرعاية لهم.. فمثلا من صور مراعاتهم معنوياً.. مواقف السيارات عند البنوك أو المستشفيات بوجود لائحة مكتوب عليها لذوي الاحتياجات الخاصة، ومع ذلك ترى عامة الناس لا يدركون أهمية هذا المكان لمن خصص له.. كما ألاحظ أن فئة الصم لم تحظ بالدعم المأمول من وزارة الإعلام حيث القنوات الفضائية وأخص القنوات السعودية -على وجه الخصوص- لا يتوفر فيها معلمو إشارة وبالذات في المواضيع ذات الأهمية مثل الأخبار، لأنهم بحاجة إلى معرفة كل ما يجول حولهم، وتنمية ثقافتهم في كافة البرامج.. وجوانب العجز أيضاً في المستشفيات وغيرها.. كما لا يفوتني أن هناك جامعات في مناطق عدة لم تفتح قسماً مختصاً بالتربية الخاصة إلى الآن وإلى متى..؟! فمثلا: "في منطقة عسير لا يتوفر مثل هذا التخصص الهام.. ومما أدهشني أن مركز الإعاقة هنا بالمنطقة يطلب وبحاجة إلى معلمي تربية خاصة ولكن أين الاختصاص..!! ومع العلم أنه تم افتتاح أقسام الديكور وإدارة الأعمال وهي لا تصل لأهمية التربية الخاصة.. ولا زلنا قيد الانتظار..!! ما ذكرته ليس إلا غيضاً من فيض من بعض الجوانب والواجبات المهملة لهذه الفئة.. مهملة لماذا؟! هؤلاء أعيقوا جسدياً ولكن ليس هذه الإعاقة الحقيقية.. إنما المعاق من أعيق فكره عن التفكير، والتدبير السليم، وأعني بذلك أن الإعاقة لا تمنع الإنسان من مواصلة مشوار حياته، وكم من سليم فكر ولكن توجيهاته معاقة، وتعامله عاجز.. لنقف هنا..!! فلنحمد الله، له ما أخذ وما أعطى.. لنتذكر هؤلاء الفئة دوماً، فهم يحيون الحياة ومن أبسط حقوقهم العيش كما لو كانوا أصحاء، ولكن بالتأكيد خوفهم من طريق مظلم وومضات مخيفة، إنه المجتمع وهنا السؤال..!! إلى متى سيكون مجتمعنا عائقا فكريا لدى الكثير؟! فأنظار الناس للمعاق أكبر دليل على قلة الوعي وعدم الإدراك، فمن الممكن أن هذه الانطباعات قد تولد مشاكل نفسية، ومحتمل أن تكون عواقبها أضعافاً.. لابد أن نواجه مجتمعنا ونغير تلك الصور السلبية، والمعتقد الخاطئ، ولنتذكر جميعا أن الإنسان المعاق يُحب ويكره.. له خصوصياته وطموحاته وأهدافه. أحلام آل محيا - أبها