أثار مقال تناولت فيه مفهوم محبة الوطن من خلال كلمة كتبها الصديق القديم الدكتور محمد بن أحمد الرشيد منذ عدة سنوات، بعنوان: "كيف نحب الوطن؟" (22 مايو2007)، وجدت فيها ما يُمثل أعظم احتفالية باليوم الوطني وهي معرفة الطريقة التي نُحب فيها الوطن، أثار تساؤلات في بريدي الاليكتروني وتعليقات بعض القراء على المقال اجتمعت تطالبني بسؤال الدكتور الرشيد حول مشروع وطني .. جهاز كومبيوتر لكل طالب، الذي كان قد أعلنه حين كان وزيراً للمعارف (التربية والتعليم)، حيث عمل من الفترة 6/3/1416ه وحتى إعفائه في 28/12/1425ه *** كان هذا المشروع أحد الأفكار التي تبناها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان ولياً للعهد لنشر التقنية الحاسوبية في المجتمع التعليمي، وتعهد بتنفيذه الدكتور محمد بن احمد الرشيد تحت مسمي مشروع (الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وأبنائه الطلبة للحاسب الآلي) «وطني»، حيث صدرت موافقته بالبدء في تنفيذ مشروع جهاز الطالب والطالبة والمعلم والمعلمة الذي تشرف عليه الوزارة ممثلة في نادي الحاسب الآلي. وكان هدف هذا المشروع، كما أعلن عنه آنذاك، جعل جهاز الحاسب الآلي في متناول الأسرة التعليمية من معلم ومعلمة وطالب وطالبة بجودة عالية وسعر مناسب يمكن تحصيله وفق قسط شهري ميسر يبدأ بقرابة 100ريال تحصل على مدار عامين ويؤمن المشروع ضماناً يصل لثلاث سنوات. وتم التعاقد مع إحدى الشركات الوطنية لتوفير أجهزة ذات مواصفات عالمية من شركات عالمية Acer, Dell, IBM، ويتم توفير هذه الأجهزة واقرار مواصفاتها عن طريق لجنة مختصة تجتمع مرتين كل شهر في نادي الحاسب الآلي لمواكبة التسارع التقني في أجهزة الحاسب الآلي. *** وقد حددت الوزارة عدداً من الأهداف يسعى مشروع «وطني» الى تحقيقها، وهي: 1- دعم المنهج التعليمي باستخدام تقنية العصر، وجعلها أداة تعليمية مرتبطة بشبكة متكاملة.2- توسيع قاعدة استخدام الحاسب الآلي لتشمل مراحل التعليم كافة.3- تأهيل جيل ناشئ متمكن من هذه التقنية قادر على مسايرة العصر وتلبية احتياجاته.4- توسيع دائرة المعرفة بالوقوف على المعارف والاكتشافات في الدول الأخرى عن طريق شبكة تعليمية متطورة. غير أن هذا المشروع الذي اعتمده الوزير الرشيد عام 1423ه لم يرَ النور من حينها وحتى اليوم؟! *** وقد تعرض الصديق الدكتور احسان أبو حليقة إلى إحدى التجارب الناجحة التي قامت بها الهند ممثلة في حاسب «عكاش الثاني» Aakash 2، وهو النسخة التي طال انتظارها لمنافسة تابلت «الآيباد» بسعر 42 دولاراً أمريكياً (158ريالاً سعودياً). قامت الحكومة الهندية بشراء 5,86 مليون وحدة من هذا الجهاز لتعميمها على طلبة المدارس والجامعات الهندية، بدأ توزيعها اعتبارا من 11 نوفمبر الحالي. بينما لا نعرف بعد ماذا تم في مشروعنا المماثل الذي سبقنا فيه الهند في النية ... بينما سبقتنا هي في التنفيذ؟! وهو سؤال نوجهه لوزارة التربية والتعليم، وقبلها نسأل عنه معالي وزير المعارف السابق الدكتور محمد بن أحمد الرشيد؟ § نافذة صغيرة: [من الصعب تقبل أن الهند ستوزع تابلت عكاش على طلبتها وتلاميذها، في حين أن تلاميذنا مازالت حياتهم الدراسية ورقاً في ورق!] د. إحسان أبو حليقة [email protected]