تحدثت يوم أمس عن (المركز الوطني لأبحاث الشباب) التابع لجامعة الملك سعود الذي قام ليكون أحد الروافد المهمة لرصد مشكلات الشباب في المملكة، والمساهمة في حلها. ومن الأبحاث المنشورة التي يذكرها المركز دراسة أجريت للتعرف على اتجاهات طلاب الجامعة نحو تعليم وتعلم اللغة العربية، والتعرف على آرائهم في مدى صلاحية اللغة العربية للتعليم الجامعي، وتحديد أولويات (الإصلاحات التربوية) اللازم إجراؤها في ضوء هذه الآراء. وأظهرت نتائج هذه الدراسة من خلال تطبيق مقابلات شخصية واستبانات على عينتين من الطلبة في الجامعة الأردنية وجامعة الملك سعود أن 45% من طلاب الجامعتين يرغبون في إلحاق أبنائهم بمدارس دولية تعلمهم جميع المقررات باللغة الإنجليزية. ويعتقد 96% من طلاب الكليات العلمية في الجامعة الأردنية و82% من طالبات كلية اللغات أن اللغة العربية تصلح للعلوم النظرية، وأن اللغة الإنجليزية هي لغة الطب والهندسة والحاسب وغيرها. واتضح أيضا حرص شبابنا الشديد على تعلم اللغة الإنجليزية وتعليمها لأبنائهم، ونظرة الإجلال والانبهار بها، بسبب الفجوة بين اللغتين من حيث المصطلحات والأبحاث والمصادر وقواعد المعلومات والقواميس وطرق التدريس، وغيرها من الأسباب التربوية والعلمية والتقنية والمهنية والاجتماعية التي أدت إلى تفوق الإنجليزية على العربية. نتائج فعلا محزنة، وهي تعبر عن واقع أليم ربما كان خير من يعبر عنه الدكتورة ريما الجرف عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود المتخصصة في اللغة الإنجليزية، إذ تقول: (الوصول الى العالمية يتحقق بلغتنا القوية وليس بلغة غيرنا. لقد تقدمت اليابان باللغة اليابانية والصين باللغة الصينية وروسيا بالروسية وفرنسا بالفرنسية وإسرائيل بالعبرية. لم تتقدم أمريكا لانها تستخدم اللغة الانجليزية، بل بالعلم والاطلاع والكد والسهر. تقدموا لانهم يعملون ويبحثون بأنفسهم، ولا يأتون بغيرهم ليبحث ويعمل لهم). وتضيف: (الحفاظ على لغتنا العربية يبدأ من بوابة الجامعة التي كثرت فيها الاخطاء الإملائية والنحوية والأسلوبية. الحفاظ على لغتنا العربية مسؤولية أعضاء هيئة التدريس الذين يتباهون باستخدامهم اللغة الانجليزية، وقد امتلأت مواقع بعضهم بالاخطاء الاملائية والنحوية حتى في أبسط الكلمات والعبارات). ألمٌ نابع من القلب، فهل لصاحب القرار منه نصيب!! [email protected]