شهدت المنامة أمس، الاجتماع الوزاري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته (125)، فيما رأس صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وفد المملكة. يأتي ذلك، فيما كشف وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة عن أن إعلان الاتحاد الخليجي، سيكون في قمة منفصلة بالرياض. وأشاد في مؤتمر صحافي عقد بعد الاجتماع وشارك فيه الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني أيضاً بوقفة دول مجلس التعاون مع البحرين في إدانة الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها المنامة مؤخراً، موضحاً أن الخطابات السامية للملك حمد بن عيسى ملك البحرين، تؤكد على سيادة القانون، لافتاً إلى فرص الحوار الكثيرة التي منحها ملك البحرين، ولكن للأسف لا يمكن إبقاء الباب مفتوحاً أمام تصاعد أعمال العنف والإرهاب. وحول موضوع العلاقات الخليجية مع الأردن والمغرب، أكد الوزير البحريني أن الاجتماع الذي جمع بين وزراء خارجية دول التعاون مع وزيري خارجية الأردن والمغرب سيسهم بلا شك في توسيع آفاق التعاون المشترك خصوصاً بعد الاتفاق على مشروع خطة عمل مشتركة تمتد على مدى الأعوام الخمسة القادمة. إلى ذلك، استعرض الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال المؤتمر أهم الموضوعات التي طرحت في الاجتماع الوزاري تمهيداً لرفعها إلى أصحاب الجلالة والسمو في اجتماعهم المقبل في ديسمبر بالمنامة. وأشار الزياني إلى اتفاق دول المجلس مع المغرب والأردن على تشكيل لجان عمل مشتركة تنبثق عنها فرق عمل لمتابعة التعاون والعمل المشترك في مجالات الاتصالات والطاقة وغيرها. وكان وزير الخارجية البحريني رحب خلال ترؤسه أعمال الاجتماع الوزاري الخليجي في دورته (125) بمشاركة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية إلى جانب أشقائه وزراء خارجية دول مجلس التعاون بعد أن منَّ عليه الله بالشفاء، داعياً الله له بموفور الصحة والعافية. وأعرب في كلمة ألقاها ببداية الاجتماع عن تقدير بلاده لدول المجلس على مواقفها ومساندتها للظروف التي مرّت بها، مشيراً إلى أن طبيعة الظروف السياسية والتهديدات الأمنية تكسب الاجتماع الوزاري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون واجتماع المجلس الأعلى لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون أهمية كبرى في ظل هذه الظروف الراهنة، مؤكداً ضرورة عمل المجلس لتثبيت ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة على أساس مبدأ المصالح المشتركة مع الدول كافة. وقال الشيخ خالد آل خليفة إن «ما نواجهه من تحديات يتطلب منا العمل بسياسة خارجية موحدة تحقيقاً للمواطنة الخليجية الكاملة وتعبر عن تماسكنا وسياساتنا الثابتة». ولفت إلى أن آمال شعوب دول المجلس معقودة على نتائج أعمال اجتماع المجلس الأعلى لأصحاب الجلالة والسمو لدول مجلس التعاون الدورة 33، داعياً الله عز وجل أن يكلل جهود أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس بالتوفيق وتحقيق الغايات المنشودة لما فيه خير شعوب دول المجلس. من جانبه، أعرب صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل عن عظيم امتنانه وتقديره لأشقائه وزراء خارجية دول مجلس التعاون لسؤالهم الدائم عنه خلال فترة الأزمة الصحية التي ألمت به، خاصاً بالشكر وزير الخارجية البحريني على ما ذكره في كلمته الافتتاحية بالاجتماع، مؤكداً قدرته على مواصلة العمل والعطاء في تقديم مختلف أوجه الدعم والمساندة لمسيرة مجلس التعاون الخليجي. واستعرض المجلس الوزاري أهم البنود المدرجة على جدول الأعمال من ملفات سياسية واقتصادية واجتماعية، إضافة إلى ما يتعلق بالبيئة والتعليم والصحة، وبحث سير الحوارات والمفاوضات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون وعدد من الدول والمجموعات العالمية بجانب ملف الشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون الخليجي وكل من الأردن والمغرب، إضافة إلى بحث تطورات قضية احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث والأزمة السورية والشأن اليمني والأوضاع في الأراضي الفلسطينية والعراق. ودان المجلس الوزاري التفجيرات الإرهابية الآثمة التي وقعت في المنامة مؤخرا, وراح ضحيتها عدد من الأبرياء ، وأعرب عن تعازيه للبحرين ملكاً وحكومة وشعباً, وأهالي الضحايا. وأكد المجلس أن أمن البحرين, جزء لا يتجزأ من أمن دول مجلس التعاون، وأن أي مساس به يعد مساساً بأمن دول المجلس جميعاً، مشدداً على رفضه القاطع لأية أنشطة إرهابية.