ما زالت أصداء الرحيل المفاجئ للفنان هاني السعدي المشهور ب(بابا فرحان) يوم السبت الماضي تعم الوسط الفني بالحزن، ففي خيمة العزاء التي نصبت يوم أمس الأول بدار الفقيد في محافظة جدة في حي الزهراء (1) عند تقاطع شارع صاري مع كوبري الأمير سلطان بالقرب من مسجد أحمد بن محمد تقاطرت جموع المعزين وفي مقدمتهم عدد كبير من الفنانين وأصدقاء الفقيد والذين عبروا عن حزنهم لوفاته، مشيرين إلى أن الفقيد كان يحظى بقبول كبير لدى كل من يقابله وكان صاحب خلق متميز وحريص على التواصل مع الجميع دون استثناء، ففي البداية عبر ابن الفقيد ماجد عن بالغ حزنه وحزن كافة أفراد أسرته لوفاة والده، مشيرًا إلى أن الفقيد أصيب قبل عدة أشهر بأزمة قلبية ولكنها لم تؤثر كثيرًا على صحته حيث كان يمارس جميع نشاطاته بكل همة ونشاط، مبينًا أن والده توفي في المنزل بعد أن داهمته نوبة قلبية مفاجئة حيث توفي قبل وصوله إلى المستشفى، داعيًا كل من له أية حقوق سواء مادية أو خلافها إلى التواصل معه، سائلا الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يدخله فسيح جناته. من جهته عبر الفنان عبدالله اليامي والذي صاحب الفقيد في كثير من الأعمال الفنية الموجهة للطفل عن بالغ حزنه لوفاة صديقه الفنان هاني السعدي، مشيرًا إلى أن الفقيد كان بمثابة الأب والأخ والصديق لكل من تعامل معه أو شاركه في أية أعمال. وأضاف اليامي قائلا: كان آخر عمل جمعني بالفقيد مسلسل (بحر الخير) من بطولتي وبطولة الفنان عبدالله المزيني وعدد من الفنانين الشباب والذي تم عرضه في قناة الأطفال (أجيال) في شهر رمضان من العام قبل الماضي، مشيرًا إلى أن الفقيد يعد مؤسس دراما الأطفال في المملكة وله جهود كبيرة في هذا المجال وكان صاحب تجربة ثرية ولعل شخصية (بابا فرحان) والتي اشتهر بها خير دليل على جهوده في دعم البرامج الموجهة للأطفال. كذلك عبر المعد والمقدم في التلفزيون السعودي الدكتور خضر اللحياني عن بالغ حزنه لوفاة الفنان هاني السعدي، مشيرًا إلى أن الفقيد كان صاحب تجربة فنية ثرية في مجال الفن السعودي وخاصة في مجال الدراما والطفل. وأضاف الدكتور اللحياني قائلاً: لقد كان هناك اتفاق شفهي مع الفقيد قبل عدة أشهر لعمل فوازير للأطفال بعنوان (آية وحكاية) ينتجها التلفزيون السعودي موجهة للأطفال وتتحدث عن (30) آية كونية، وقد كان متحمسًا كثيرًا للعمل ومعجبًا بفكرته ولكن القضاء والقدر عجل برحيله عن هذه الدنيا الفانية. وكانت جموع غفيرة قد شيعت الراحل إلى مثواه بمقابر المعلاة يوم الاثنين الماضي، حيث تمت الصلاة على الفقيد في الحرم المكي الشريف عقب صلاة العشاء، وتقدم المشيعين عدد من منسوبي الوسط الفني وأبناء الفقيد ماجد ومازن وسلطان والذي قدم من بريطانيا حيث يواصل دراسته هناك وعدد من أقاربه ومحبيه وزملائه في الوسط الفني.