ما زلتُ مُصِرّا، وباقتناع تام، على أنها جمعية لذوي الحاجات الخاصة، وليست جمعية للمعوقين!! وأيُّ معوقين وأنتم ترون نموذجا منهم ( عمار بوقس) أصبح هو وأمثاله عباقرة" تَحَدَّوْا الإذلال، ومهانة الإنسان، واحتقاره، وهوانه، والنوم على وسائد الدموع، وخاضوا معارك بشجاعة، وشرف، فاخضرت أعوادهم، ورفعوا بيارق النصر" ثم يأتي بعد ذلك مَنْ يصفهم بأنهم " معوقون" !! أرجو من سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز (رئيس مجلس إدارة جمعية الاطفال المعوقين ) أنْ يعيد النظر في اسم الجمعية، فما أراها إلا فاعلة متفاعلة مع ذوي الحاجات الخاصة، ممن أكد الأميرُ نفْسُه أنهم على وعي حقيقي بما يطمحون إليه، ويتطلعون له، بعد أن اقتحموا حياة النبوغ، والعبقرية، وأرسوْا نوعاً من الثقافة الجديدة، بوسع الناشئين استلهامها منهم. أشعر بمرارة، وحزن، وأسى، وأنا أرى " عمار بوقس" وغيره، وأمثاله آخرون، يُطْلَق عليهم: مُعاق، وهم الذين استطاعوا صُنْع الإبداع، وتَحَدّوْا ما عجز عنه الكثير من الأسوياء، بل هم الأسوياء حقا، المتمتعون برجولة مرسومة في ذهن كل منهم، أَبَوْا العيشَ على هامش الحياة، وفهموا ما يسمى ب" الإعاقة" على أنها: أموتُ ولا أرتهنُ لها، بل هي طعم مر، لا تستسيغه نفوس الأحرار، وكرامة ذوي الحاجات الخاصة محفوظة، بل يمكن القول: إنها تطورت، وأصبحوا في دائرة الضوء، والاحترام، والتقدير، وراحوا يعدون أنفسهم لخدمة وطنهم، ومجتمعهم، وكأن ما تسمى ب" الإعاقة" لم تغير من ظروفهم شيئا، بل زادتهم إصرارا على البحث عن ذواتهم، في صدق، وعزيمة، ولعل ظروف هذه الفئة من الناس تتطلب تجنيبهم مخاطر ما يسمى ب" الإعاقة" وقضيتهم من بين القضايا ذات المساس المباشر بالتنمية، ولا تنمية خارج الإنسان، والبحث فيما يثري معرفته، وإذا كانت المواطنةُ حَقّاً لا هِبَةً، فإن ذوي الحاجات الخاصة لهم أدوار فعالة، تعبر عن انتمائهم الحقيقي لوطنهم، وإطلاق طاقاتهم، وقدراتهم، لتكون عنصرا فعالا، على كل ساحات التنمية وأبعادها. غَيِّرُوا اسم جمعية المعوقين، ف " معاق" كلمة تميتُ المشاعر الإنسانية، ومَنْ أحياها فله أجْرَان، أجْرُ مَنْ أحياها، وأجْرُ مَنْ عَمِل بها مِنْ بَعْدِه. [email protected]