سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بين الفاجعتين إدارة الأزمة تبرز أهميتها في وضع استراتيجيات التعامل مع الأزمات و تحديد الآليات وتنسيق الجهود وهو ما قد يمتص الكثير من الآثار الناجمة عن الأزمة
** لم نكد نصحو من فاجعة عين دار حتى فاجأتنا فاجعة الرياض !! . الفاجعتان جعلتانا نعتصر ألماً لما آلتا إليه من الخسائر في الأرواح و الإصابات ، هذا بعيداً عن الخسائر في الممتلكات باعتبار أن المال فدى الروح !! * في عين دار فقدنا 24 نفساً إضافة إلى إصابة العشرات و فاجعة الرياض أدت إلى وفاة 22 و إصابة 133 * في عين دار يمكن لك أن تقرأ أكثر من حيثية وتقف عند بعض التفاصيل .. أولها فيما يتعلق بالمكان .. وهو على ما يبدو من خلال ما توافر من معلومات أنه أرض فضاء مجرد حوش !! أي أنه ليس مخصصاً أو مهيأ أصلاً لإقامة فرح . * و ( هنا ) تثار عدة أسئلة خذوها بعفويتها - إن شئتم - : هل أُعطي هؤلاء تصريحاً لإقامة فرح في نفس المكان ؟ و من أعطى التصريح ؟ ثم من أوصل الكهرباء ؟ و ( التصريح ) ألا يستوجب التحقق من وسائل السلامة ؟هل توفرت هذه الوسائل ؟ ثم أين مسئولو الكهرباء ؟ و ( الطامة ) و بحسب ما تم تداوله أن السبب هو عيار ناري تم إطلاقة ابتهاجاً بالفرح ! . أين الرقابة الأمنية ؟ ألا يفترض وجود دورية عند هكذا تجمع ؟ و حتى لو كان مجرد مضاربة متى سنصل إليها ؟ ومتى سنفك الاشتباك ؟ هذا ناهيكم عما يتهم به البعض من تأخر الدفاع المدني في الوصول إلى موقع الحادث و إلى الكيفية التي تعامل بها معه ؟! * في فاجعة الرياض لازال السؤال الصعب : هل يسمح لشاحنات غاز بالتجوال داخل المدن ؟ و إذا كان ( لا ) فكيف دخلت هذه الشاحنة ؟ و أين المرور ؟ وإذا كان نعم فمن أعطاهم التصريح ؟ ثم ما مدى تأهيل سائق يقود شاحنة غاز تحدث كارثة ؟ * أسئلة عديدة تلف الفاجعتين وتستثير بإلحاح شديد بالإجابة عليها !!. و لن نستفيد شيئاً من جعل ( فواجعنا ) كرة ثلج نتقاذف بها و كل يحاول تبرئة ساحته !! إننا نحتاج إلى نتائج و إجراءات صارمة جدا تمنع تكرار مثل هذه الحوادث القاتلة !! * نطالب ( بالصرامة ) و بالتعامل (القوي ) مع المسببات وإن كنا مع الأسف لم نعد نعوّل كثيراً ،حين نواجه أحداثنا بتشكيل لجان تقصي حقائق ، فبعض هذه اللجان ليست أكثر من استنزاف للوقت و تسكين لحالات الانفعال الشديد الذي يصحب عادة كل كارثة ! ولكم أن تتأملوا أخطر قضايانا أين وصلت نتائجها رغم مرور وقت طويل ؟! * هذه ناحية ، أما من الناحية الأخرى فإننا بدأنا نواجه حوادث بدرجة أكبروفي كل حادثة نجد الإرباك و الاختلافات و أحياناً سوء التصرف أو قصوره . و ( هنا ) تبرز قضية ملحة جدا ، ألا وهي ضرورة وجود إدارة للأزمة !. و لا أحد يقول بان هذه الإدارة موجودة و بأن هناك غرفة مشتركة و بأن .. و بأن .. نحن لا نحتاج إلى كلام أو إلى ورق .. نحتاج إلى عمل على الأرض نراه ونحس به !! * و» إدارة الأزمة « يجب ان تكون على مستوى كل مدينة بل يجب أن تكون هي المشروع القادم لكل منشأة حتى على مستوى المدارس ، عندما تحدث حالة في مدرسة يموج كل من في المدرسة * إدارة الأزمة تبرز أهميتها في وضع استراتيجيات التعامل مع الأزمات و تحديد الآليات وتنسيق الجهود وهو ما قد يمتص الكثير من الآثار الناجمة عن الأزمة. * و ما أود أن أشير إليه في النهاية هو جانب الدفاع المدني. فهو جهاز حيوي ترتكز عليه مهام الأمن والسلامة ، و بلا شك بأنه يتطور و يجهز آليات و معدات جديدة و لكن في النهاية هو يحتاج إلى التأهيل مع الأزمات النوعية التي بدأنا نشهدها فالعملية لم تعد مجرد حريق . رحم الله من مات و شافى من أصيب و أحسن عزاء أهليهم و حمى الله الوطن من الكوارث و الأزمات.