قدرت مصادر تقنية خليجية أن البنوك والجهات المصرفية في دول مجلس التعاون الخليجي تنفق ما يزيد على نصف مليار دولار على أنظمة وبرامج الحماية من الاختراقات والفيروسات الإلكترونية، مشيرة إلى أن البنوك الخليجية تعتبر من أكثر البنوك في المنطقة إنفاقًا على برامج وأنظمة الحماية في أعقاب التهديدات الإلكترونية التي يشهدها القطاع البنكي على مستوى العالم. وكشفت المصادر أن اختراقات الحسابات المصرفية اصبحت هاجسا يهدد ويرعب المستخدمين واصحاب الحسابات والبنوك على مستوى المنطقة والعالم اجمع لذلك فقد تضع هذه البنوك مجمل استثماراتها التقنية في أنظمة وبرامج حماية فعالة. ويقول طارق الكزبري، المدير الاداري لشركة كاسبر سكي في الشرق الاوسط، أن هناك كثيرا من الشركات والهيئات تنفق ملايين على أنظمة وبرامج الحماية ولكنهم للاسف يختارون اشخاصا يجهلون استخدام هذه الأنظمة والبرامج لذلك فإن هذه الهيئات والشركات لا تستفيد من هذه البرامج والأنظمة لانهم لا يهتمون بالعامل البشري وتدريبه وتأهيله في هذا المجال. واوضح الكزبري أن البنوك في منطقة الشرق الاوسط تنفق كثيرًا في هذا المجال، لحماية برامجها وانظمتها الإلكترونية من الاختراق، موضحًا أن شركة «كاسبر سكي» المتخصصة في برامج وأنظمة الحماية الإلكترونية لديها العديد من البرامج والأنظمة التي تقدم الحماية الكافية لأنظمة البنوك لذلك تعاقدت خلال السنتين الاخيرتين مع معظم البنوك الخليجية في سبيل تقديم الحماية الكافية لانظمتها وبرمجها والمتخصصة في حسابات العملاء. واشار الكزبري إلى أن أهم البرامج التي يرتفع عليها الطلب حاليًا هي التي تستطيع استشعار الاخطار التي تتعرض لها أنظمة البنوك مبكرًا من خلال استشعار الهجمات التي تتعرض لها الأنظمة الكمبيوترية للبنك من خارج النظام العام للبنك او داخله، وتقديم تقارير في هذا المجال لكي يأخذ البنك الاجراءات الاحترازية لحماية انظمته من هذه الهجمات والتي عادة ما تكون بمئات الألوف من الهجمات والملايين. وتطرق الكزبري إلى الافراد مؤكدًا أن الهجمات على الأنظمة البنكية معظمها تكون عبر الحسابات الشخصية للافراد وهنا تكمن مسؤولية الفرد في الحفاظ على سرية معلوماته والحصول على برامج وأنظمة الحماية في كمبيوتراته الشخصية، مشيرا إلى أن كاسبر سكي قدمت في هذا المجال واحدًا من اهم البرامج لحماية معلوماتهم البنكية وحساباتهم من خلال الاجهزة التي يستخدمونها في الدخول على الحسابات البنكية والحماية من تقديم المعلومات للجهات غير المضمونة وأحد البرامج المتقدمة في هذا المجال (كاسبر سكي انترنت سيكيورتي) والذي يحمي المستخدم من تقديم معلومات بنكية او بطاقات الائتمان لمواقع غير موثوق فيها. وعاد الكزبري للتأكيد على أن البنوك الخليجية من اكثر الجهات انفاقًا على الحماية المعلوماتية ووضع برامج وأنظمة قاسية لمواقعها الإلكترونية، مشيرًا إلى أن هناك زيادة واضحة في انفاق البنوك على برامج الحماية حرصًا منها على حماية حسابات عملائها. وقدر كزبري حجم سوق أنظمة وبرامج الحماية الإلكترونية في السعودية باكثر من 46 مليون دولار في العام الماضي ومن المتوقع أن يرتفع إلى اكثر من 53 مليون دولار في اشارة إلى أن النمو المتسارع في السوق السعودي يدل على اهتمام الشركات والهيئات والافراد ايضا في تعزيز الحماية الإلكترونية من الاختراقات. وألمح كزبري إلى أن شركة كاسبر سكي تسيطر على حصة تزيد على 14.6 في المائة، وتحاول الشركة السيطرة على حصة اكبر مع ارتفاع معدلات النمو الكبير في السوق العام المقبل.