توافد عشرات الآلاف من حجاج بيت الله الحرام أمس لأداء طواف الوداع والإفاضة والتطوع وسط أجواء من الروحانية والسكينة التي لا يمكن أن يشعر بها الإنسان إلا عندما يكون أمام الكعبة المشرفة، وشهد صحن المطاف أمس تزاحماً على مدار الوقت وصلت معه نسبة الزحام إلى (75%) في بعض الأحيان فيما قل عدد الطائفين في الدور الأول والسطح باستثناء نسبة قليلة فضلت الطواف في بحبوحة بعيداً عن الإحتكاك بالطائفين وكان المسعى هادئاً في أكثر الأوقات، باستثناء الدور الأرضي الذي شهد عددًا لا بأس به من الطائفين خاصة الحجاج الذين يؤدون عمرة التطوع عن أنفسهم أو أقاربهم. وعاشت (المدينة) أمس لحظات رائعة مع الحجاج وهم يتهيأون للمغادرة خاصة من أدوا طواف الوداع ولا تجد حاج إلا وقد أغرورقت عيناه بعد أداء الطواف، كما بدأ عليهم التأثر الشديد حتى أن بعضهم قال: “لولا إنني تركت أهلي ومالي في بلدي لما تمنيت أن أغادر هذا المكان المبارك” كما عبر عدد من الحجاج عن إنبهارهم بالمشاريع العملاقة التي شاهدوها في مكة والمشاعر وتركزت أسئلة بعض الحجاج عن المواقع الموجودة داخل الحرم وتاريخها كمقام إبراهيم والحطيم وحجر إسماعيل وقصة زمزم وأين موقع البئر. ومن أكثر المشاهد التي شدت الانتباه مظهر الحجاج في ساحات الحرم والسكون الذي يحيطهم والحزن الكبير البادي على وجوههم بسبب ألم الفراق لمكةالمكرمة، وكان كبار السن من الحجاج أكثر تأثراً. ورغم اختلاف الألوان والألسن إلا إن لغة الإشارة كانت تسيطر على تعاملات الحجيج.