كشف حجاج سوريون أنهم تمكنوا من الهرب من سوريا بصعوبة كبيرة لأداء الفريضة، مشيرين إلى أنهم لم يعرفوا طعم الراحة والنوم إلاّ بعد وصولهم، وأعربوا عن شكرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على موافقته لأداء حجهم هذا العام، وأوضحوا خلال زيارة (المدينة) لهم أمس عن مواقف تدمع لها القلوب قبل الأعين، مشيرين إلى أنهم منذ قرابة العامين لم يتذوقوا طعم الأمن والأمان والنوم إلاّ بمكةالمكرمة، والمشاعر المقدسة، وفي وضع مبكٍ طالب الحجاج بعدم نشر اسمائهم وصورهم خوفًا من استبداد النظام السوري الظالم حين عودتهم التي قالوا عنها إنها ستكون بصعوبة بالغة في ظل محاصرة الأحياء التي يقطنون بها. كما عبروا عن المصاعب التي واجهتهم حين قدومهم لاداء نسك الحج، ومظاهر استبداد قوات الأسد وقتل النساء والأطفال. يقول م.م.ح من ريف دمشق 50 عامًا إن صعوبات واجهتهم حين مغادرتهم لسوريا في ظل محاصرة ريف دمشق تمامًا من قبل النظام المستبد. وقال إنه دفع كل ما يملك في سبيل قدومه لاداء الحج برفقة زوجته وابنته طالبة بكلية الهندسة والمطلوبة لدى النظام الظالم زاعمين انها تقوم بتوزيع منشورات تحرض ضده، وقال إنه حاول كثيرًا إيجاد طريقة لخروجها من سوريا حتى تمكن من تهريبها لبيروت ومنها لاداء الحج. وذكر أنه بداية فكرة اداء الحج كانت عن طريق زملاء له قاموا بفتح التسجيل لمن يرغب في أداء الحج وقد حرص على الفورعلى تدوين اسم زوجته وابنته واعرب عن أسفه الشديد لانه حين مغادرته شهدت بلدته في نفس اليوم استشهاد عشرة شباب. وقال: إن حياته وأسرته كانت بين دويّ الانفجارات وقصف الصواريخ وإطلاق الرصاص بشكل شبه يومي، وأنه فتح منزله مشفى مؤقتًا لإنقاذ المصابين وأن ستة من الشباب ماتوا على يديه، وأن عددًا من أقاربه وأبناء أخته استشهدوا من بينهم شابان كانا على وشك اتمام زواجهما ولم يعلم حتى الآن اماكن جثتيهما. وقال : إنه فقد طعم النوم منذ بداية الثورة قرابة العامين ولم يذقها الا في المشاعر المقدسة. وقال: إن مخاوفهم كبيرة أثناء عودتهم بعد موسم الحج من النظام داعيًا الله أن يمكنهم من دخول سوريا سالمين حامدا الله على هروبهم من صوت الانفجارات وقصف الصواريخ إلى الأمن والأمان. وقال بأن دعاءه خلال يوم عرفة تركز على ان يحفظ الله ابناء الشعب السوري من النظام الفاسد وان يهلك الظالم بشار الاسد عاجلا غير آجل. وأبان م. عم. م 70 عامًا من حمص ان الوضع في سوريا مأساوي للغاية في ظل مشاهدة القتل والاستبداد بشكل يومي ضد الشعب الأعزل. ولم يستطع إكمال حديثه حيث اغرورقت عيناه بالدموع التي كانت تعبر عمّا في داخله لكنه عاد للحديث معربًا عن سعادته بأداء الحج. وقال انه تجاوز صعوبات ومشقة كبيرة هو وعائلته حين مغادرتهم سوريا موضحًا أن النظام استهدف الشباب وطلبة العلم والمثقفين. واوضح ان ذاكرته تحفظ مواقف مأساوية لا تنسى منها مقتل أحد أصدقائه المقربين 74 عامًا ووالدته 102 عام وشقيقته 67 عامًا، وتساءل ما ذنب هؤلاء وقد بلغوا من العمر عتيًا وطالب العالم أجمع، وهو مستمر باكيًا بأن يقف مع الشعب السوري الضعيف الذي لا حول له ولا قوة إلاّ بالله. كما قدم شكره الجزيل لخادم الحرمين الشريفين على ما قدمه من مواقف لا تنسى تجاه الشعب السوري.