أذهلت إدارة الحشود البشرية التي تنفذها المملكة خلال موسم الحج العالم أجمع خاصة الولاياتالمتحدةوالسويد والجامعات العالمية التي بدأت تتجه لتدريس تجربة المملكة في إدارة 3 ملايين حاج في وقت واحد ومساحة جغرافية محدودة. وكان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز-رحمه الله- وجّه بعد حادثة الجمرات عام 1426 ه بإنشاء إدارة تنظيم المشاة التي تعنى بإدارة الحشود البشرية، وتم تكوين الهيكل التنظيمي الذي يضم مساعد قوات أمن الحج لتنظيم المشاة ويتبعه ركن العمليات المكلف بتنفيذ خطط المشاة الميدانية وركن المتابعة وركن التموين وركن الإعاشة وركن الشؤون الفنية وركن المعرفة وركن الإعاشة وركن الإدارة وركن المراقبة التلفزيونية. وتم تعيين اللواء سعد عبدالله الخليوي مساعدًا لقائد قوات أمن الحج لإدارة تنظيم المشاة، ويشارك في تنفيذ خططها طلبة مدن تدريب الأمن العام. وبعد الانتهاء من موسم الحج آنذاك حظيت إدارة الحشود بإشادة عالمية واستمر النجاح طيلة الأعوام التي مضت حتى أصبحت محط أنظار العالم وعلى إثرها بدأت الجامعات العالمية للتعرف أكثر على إدارة الحشود. وركزت إدارة الحشود البشرية فور تكوينها على فهم وتصحيح وضبط المتغيرات الاجتماعية تجاه وجود الكم البشري الهائل وذلك بالاهتمام ببرامج التوعية عند التحاشد والزحام الشديد عن طريق وسائل الإعلام المختلفة (الإذاعة والتلفزيون والصحافة). كما اهتمت بالبرامج الوقائية في المدارس التي تحتاج إلى انسيابية لإدارة الحشود الطلابية، أو في مراكز الحج في الدول التي تنوي شعوبها الحج قبيل القدوم. دور الخبرة التراكمية من جهته أعرب قائد قوات أمن الحج اللواء سعد عبدالله الخليوي عن اعتزازه بتكليفه بمسؤولية إدارة الحشود لمدة ستة أعوام متضمنة موسمي شهر رمضان المبارك والحج وأبان أن إدارة الحشود اصبحت علمًا مستقلاً بذاته. ونوه بالخبرة التراكمية للافراد والضباط على أرض الميدان نتيجة التعامل مع ملايين البشر خلال وقت وزمان واحد خلاف الدول الأخرى التي تتعامل مع مئات الآلاف. وقال إن معاودة التطبيق الميداني لإدارة الحشود ساهم في رفع درجات الخبرة لدى رجال الأمن حيث يتم التطبيق بمشاركتهم مرتين في كل عام الاولى في موسم العمرة بالمسجد الحرام وساحته، حيث يتم هناك التعامل مع أكثر من مليوني معتمر، إضافة إلى موسم الحج الذي يتم التعامل فيه مع أكثر من ثلاثة ملايين حاج. وقال رئيس هيئة تطوير العاصمة المقدسة والمشاعر المقدسة الدكتور سامي برهمين: إن المملكة وبحكم خبراتها المتراكمة في موسمي رمضان المبارك والحج أصبحت رائدة بكل المقاييس في إدارة الحشود البشرية واتجهت انظار عدد من الدول إليها للاستفادة منها في هذا الشأن. وقال: إن تكرار النجاحات أكبر برهان على الحرفية التي توصل إليها القائمين على إدارة الحشود، مشيرًا أن إدارة الحشود لا بد أن يتوفر فيه عنصران الأول المكان المناسب لوجودهم سواء كانوا حجاجًا أو معتمرين، والعنصر الثاني الإدارة المتمكنة. وكانت نقطة انطلاق المشروع ببحث ونقاش مشترك مع الألمان بمشاركة وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الحج والأمن العام وهيئة تطوير مكة والدفاع المدني ومعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج تخلله ورش العمل واجراء التجارب الميدانية التي أثبتت نجاح خطة إدارة الحشود، وقد تم تصحيح بعض نظريات الألمان فيما يختص بإدارة الحشود خاصة التي تتحدث عن عدم استمرار التحرك لأكثر من 8 أشخاص بالمتر المربع، وتم إثبات ذلك من خلال الطواف وقت الكثافة البشرية وأيضًا رمي الجمرات وقد طلبت العديد من الدول الاستفادة من خبرات المملكة في إدارة الحشود ومنها السويدوالولاياتالمتحدةالأمريكية.