ضرب عويضة بن حميد الزبالي 27 عاما أنموذجا رائعا في البطولة بعد أن تقدم غير هيّاب ليصارع السيل الجارف وينقذ 7 من أفراد أسرته و أكثر من 10 محتجزين من الأطفال والنساء والرجال من سيول كارثة وادي تمايا، الشهيد عويضة متزوج وله طفلان هما وريف ثلاث سنوات وسعود سنة واحدة. بار بوالديه حميد بن عويض الزبالي الحربي يقول: عويضة ابني طيب القلب وتغلب عليه السماحة ومحبوب من جميع سكان الحي ومعارفه وكان متواضعا وبارا بوالديه وقال إن آخر لقاء معه بعد صلاة العصر مساء الاثنين عندما كان متوجها إلى السوق برفقة زوجته وطفليه وأربع من أخواته وذلك من أجل شراء احتياجات العيد فداهمتهم سيول وادي تمايا فما كان من عويضة إلا أن ترجل من سيارته وأخذ في إنقاذ زوجته وطفليه وأخواته الأربع اللواتي كن معه وأكد والده أنه كان يستطيع مغادرة الموقع مع عائلته إلا أنه رفض المغادرة وأصر على مواصلة المشاركة في إنقاذ المحتجزين. موعد مع الموت وأضاف إن عويضة كان على موعد مع الموت فأراد أن يستعد للقياه بمحاسن الأعمال في تلك الليلة الرهيبة المهولة وذكر والده أنه كان ليلة استشهاده في قمة نشاطه منشرح الصدر مستنير الوجه وكان من أول المشاركين في الإنقاذ يخوض المياه لإنقاذ المحتجزين والاستجابة لصرخات المستغيثين وبالرغم من هول الموقف وإدراكه للخطر إلا أنه أبى إلا أن يصمد ويسطر اسمى معاني البطولة والفداء في قلب السيل الجارف. لحظات أخيرة وأكمل ياسر بن أحمد العوفي الناجي الوحيد من المنقذين والمحتجزين اللحظات الأخيرة من حياة عويضة قائلا أنا وعويضة وعبدالعزيز كنا معتصمين بعامود لوحة بجانب الطريق إلا أن موجة عاتية داهمتنا بعد انفجار السدود الترابية المجاورة مما تسبب في جرف كامل أفراد المجموعة بما فيناعويضة لتحول بيننا جميعا تدفقات السيل العاتية. وطالب الشيخ حميد بن عويض الزبالي أمير مكة التوجيه بانشاء الجسر على وادي تمايا الذي غيابه كان السبب الرئيس في حدوث الكارثة.