أكد فضيلة الشيخ الدكتورعبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إمام وخطيب المسجدالحرام أن الدعوة إلى تسييس الحج أورفع الشعارات وتحرك المسيرات والمظاهرات مخالف لمقاصد الحج التي لا يعلن فيها ولا يرفع فيها شعار، ولا يهتف فيها بأى هتاف إلاّ بهتاف «لا إله إلاّ الله محمد رسول الله»، ودعا السديس إلى التزام الحج عقيدة وعبادة وسلوكًا حضاريًّا بالحذرمن كل المظاهر التي تخالف السلوك الحضاري فالافتراش مثلاً سلوك غير حضاري، وكذلك الزحام والتدافع والسباب والشتائم والمزاحمة عند الجمرات وفي المطاف وفي المسعى سلوك غير حضاري، مضايقة الناس وعدم الرفق بهم والعنف معهم كله سلوك غير حضاري من يحج ويخالف أنظمة هذه البلاد سلوك غير حضاري، ومن يحجون ويجلبون المخدرات والخروج بتعكير صفو وأمن الحجيج بأي مظهر من المظاهر سلوك غير حضاري. حرص القيادة وقال السديس إنها دعوة أطلقتها المملكة تدل على حرص القيادة في أن تكون كل الجهات المعنية في خدمة الحجاج تستنفر، وتعلن حالات الطوارئ لتقديم أفضل وأرقى مستوى في الخدمات لوفود الرحمن وطالب السديس المسلمين أن يتعاونوا مع رجال الأمن مع هذه البلاد مع الجهات المعنية في أن نخرج هذه الشعيرة رسالة للعالم، ونحن اليوم في عصر التقانات، والفضائيات، وشبكات المعلومات.. إنها رسالة دعوة وحكمة ورسالة تغيير وتطوير إلى الأفضل في سلوكنا جميعًا وفي تحقيق رسالتنا ولا شك أن لوزارة الحج جهود كبيرة. المعتقد الصحيح وقال السديس في محاضرة بعنوان «الحج عبادة وسلوك حضاري» بندوة الحج الكبرى الحديث في الحج عن العقيدة واضح جدًّا من خلال عدد من الصور منها أولاً أن هذا البيت إنما أسس على المعتقد الصحيح، وتوحيد الله عز وجل، وإخلاص الدين له «وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ألاّ تشرك بي شيئًا»، ومن مظاهرتوحيد الله تعالى في الحج تلك التلبية التي يضج بها الحجيج التي تنطلق منها حناجرهم، وتدوي من خلالها جبال مكة وأوديتها، وأفضل كلمة يقولها الحاج هي كلمة التوحيد. خير الدعاء وأكمل: يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح خيرالدعاء دعاء يوم عرفة، وخيرما قلت أنا والنبيون من قبلي، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهوعلى كل شيء قدير»، وحينما يعلن التوحيد ويرفع شعاره لا يرفع شعارغيره، ولا يوجه الحج إلى أي مقصد آخرغير مقاصد الحج المعروفة. ومن هنا فإن أي دعوة إلى الخروج عن هذا المنهج كالدعوة إلى تسييس الحج مثلاً، أو رفع شعارات، أو تحرك مسيرات، ومظاهرات كل ذلك خلاف مقاصد الحج التي لا يعلن فيها، ولا يرفع فيها شعار، ولا يهتف فيها بأي هتاف إلا بهتاف (لا إله إلا الله محمد رسول الله) الله أكبرالله أكبرلا إله إلا الله، الله أكبرالله أكبر ولله الحمد.. وإن تعكير صفو أمن الحجيج وجلب الفوضى بأي شعار أو طائفية أو حزبية أو أي دعوة غير دعوة التوحيد فهي دعوة مرفوضة، هذا ما يعنيه أن الحج عقيدة وعبادة خالصة لله تبارك وتعالى. الركن الخامس وقال السديس كلنا يعرف مكانة الحج ومنزلته، فهو الركن الخامس من أركان الإسلام شرف المكان فيه وشرف الزمان، وشرف المقصد والمغزى والمعنى والمبنى والمناسبة، «إنّ أولَ بيتٍ وُضع للناسِ للّذي ببكةَ مباركًا وهدىً للعالمين فيه آياتٌ بيّناتٌ مقامُ إبراهيم»، ويقول تعالى: «جعلَ اللهُ الكعبةَ البيتَ الحرامَ قيامًا للناسِ»، فهذا أول بيت وضع للناس قبلة المسلمين مهوى أفئدتهم: بيت له الشرف، وله العلا والمجد والإيثار، حنّت له حبًّا قلوب أسلمت، وعنت له من عزه الأمصار. ولقد ظل البيت الحرام عبر التاريخ، وعلى مر القرون طودًا شامخًا، وصرحًا منيعًا تتهاوى الحضارات، وتتساقط الدول كأوراق الخريف وتحفظ مكة بحفظ الله رمزًا للإيمان، وموئلاً للعقيدة، ومصدرًا للدعوة ومركزًا للأخوة ومنطلقًا لأعظم حضارة عرفها التاريخ. منافع الحج وقال السديس من منافع الحج وحكمه التسليم والانقياد لشرع الله عزوجل أفعال الحج كلها تعبدية، ولهذا الحاج يقف عند حجر، ويُقبّل حجرًا، يقول فيه الفاروق -رضى الله عنه- والله إنى لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبّلك ما قبّلتك). الحاج يقف عند حجر، ويُقبّل حجرًا، ويرجم حجرًا بحجر، كل ذلك تمام الإذعان والانقياد والتسليم لأمر الله تبارك وتعالى، وتعظيم شعائر الله من القضايا والمقاصد العظيمة في الحج فلا تعظم في الحج إلا شعائر الله عز وجل المكانية والزمانية والعبادية، ويبدو ذلك في أقوال الحاج ومنها التلبية وأفعاله وتنقلاته فى جميع المشاعر.