شاهدت على قناة روتانا خليجية «برنامج اتجاهات» -يوم السبت الأسبوع الماضي- وهو برنامج حواري، وكانت الحلقة بعنوان: «إيقاف أو حجب أو تقنين المغردين ب(تويتر)»، أو ما شابه من وسائل بخصوص التعبير عن الرأي.. وذلك لإساءة بعض المستخدمين لطريقة النقد غير البناء والتعبير عن رأيهم بطرق خاطئة، علاوة علي ما يتخلل هذه التغريدات من شتائم وقذف وما إلى ذلك مما يسئ للآخرين وما يسببه من بلبلة وفوضي. إدارة الحوار من قبل المذيعة كانت غير جيّدة وذلك لقلة خبرتها في إدارة الحوارات.. فمن المفترض لبرامج حوارية كهذه اختيار الشخص المناسب (ذكر أو أنثي) له من الخبرة والقدرة والثقافة واللباقة والحنكة ما يمكنه من إدارة ومناقشة مثل هذه الحوارات.. ناهيك عن اختيار ضيوف البرنامج، يجب أن يكون اختيارهم علي أسس مدروسة، ومن ذوي أهل الخبرة والعلم. إن التعبير عن الرأي أسيء استخدامه من قبل بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، فأصبح الشتم والقذف والاستخفاف وإلقاء التهم جزافًا سمة من سمات التعبير عن رأيهم في تلك المواقع. أليس من أساؤوا إلى نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم كانوا يعبرون عن رأيهم؟! أليس من أساؤوا إلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يعبرون عن رأيهم؟! أليس من أساؤوا إلى بعض العلماء الأجلاء كانوا يعبرون عن رأيهم؟! أليس من أساؤوا إلى القرآن وديننا وشريعتنا كانوا يعبرون عن رأيهم؟! أليس من أساؤوا إلى وطننا كانوا يعبرون عن رأيهم؟! أليس كل من يسيء إلى المجتمع أو الفرد أو.... أو..... هو تعبير عن رأي؟! فإذا كان هذا هو مفهوم التعبير عن الرأي، فحسبنا الله ونعم الوكيل. أين نحن من التحضر والرقي؟! وأين نحن من الانتقاد الهادف والبناء؟! وأين نحن من الاقتداء بديننا الحنيف وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؟! وأين نحن من ثقافة الحوار الراقي الذي يجمع الأدب والثقافة والعلم والأسلوب المهذب؟! فالبرنامج المشار إليه أعلاه لم يرقَ إلى مستوى الحوار البناء، وأهيب بالقناة اختيار الشخص المحاور وكذلك الضيوف الاختيار المناسب علي أن يكونوا علي قدر من العلم والثقافة والإلمام التام بموضوع الحوار وذلك لاستفادة المشاهدين من تلك الحوارات. والله الهادي إلى سواء السبيل. توفيق عبدالحميد دهلوي - جدة