سألني عمر: أين يقع شرق محافظة جدة؟، هل هو مكان عملي أي شرق الخط السريع، قلتُ: بديهيًا يقع شرق محافظة جدة في الجزء الشرقي منها ويفترض أنّها تشمل كافة المناطق والتي يحدها طريق المدينة من جهة الغرب على اعتبار أنّ هذا الطريق يُقسّم جدة طوليًا إلى شرق وغرب، ولكنْ لِمَ يا بنّي هذا السؤال الذي لا يتبناه طالب ابتدائي في حصة الجغرافيا؟!، وهل هو وقت مزاح إنْ كان غير ذلك؟!. قال: على رسلك يا والدي ألمْ تصلك رسالة SMS على جوّالك؟، قلت: وأيّ رسالة، قال: تفضل بقراءتها (سيتم بمشيئة الله تعالى تنفيذ تجربة إطلاق صافرات الإنذار يوم الأربعاء الموافق 17 ذو القعدة في تمام الساعة الثانية عشر ظهرًا شرق محافظة جدة وسوف تكون مسموعة في النطاق الذي تغطيه وليس هناك أي أمر يدعو للقلق، مع تحيات مديرية الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة). قلتُ وما العجيب في الرسالة، إدارة واعدة وفاعلة ومنظمّة تقدّر الإنسان وتحترم كرامته تبعث للمقيمين في المدينة برسالة تنبيه وتنويه كي لا تُثير التجربة أيّ رُعبًا في نفوسهم!!، فقال: وهل سمعتها أي الصافرة؟، قلت لا رغم أنّي كنت في ذلك الوقت في شارع الستين بجوار إدارة الدفاع المدني، وأنت؟، قال ولا أنا، بل يبدو لي أنّ أحدًا لمْ يسمعها، فكل من سألته يُجيب بالنّفي رغم تأكيد مدير إدارة الدفاع المدني بنجاح الفرضية!!، لكنْ ليست هذه القضية فقد تكون أُطلقت في بُقعة صغيرة في مكان محدد ونطاق ضيق أو في إحدى الصحارى أو البراري، ما يُزعجني أنّ بعضًا من مسؤولي الدولة يؤدون عملهم فقط من أجل الاستعراض والظهور Show off وليس بدافع الواجب الوطني، وهذا التصرف دليل على ذلك، رسائل على الجّوال، تنويه بالصحف، حملة إعلامية ضخمة وما إلى ذلك، ليس مُهمًّا أنْ تنجح التجربة أو تفشل أو تُقام من أساسه، الهدف تلميع صورة هذا المسؤول أو ذاك أمام صاحب القرار وفي "حريقة على الناس". dr.mahmoud @batterjee.com